قال : فمطلقون؟. |
|
|
قال : «الله أحكم من أن يهمل عبده ويطله إلى نفسه». |
|
٣٥٨ |
الإمام علي الهادي (عليه السلام) |
|
|
«... فأمّا الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ فهو قول من زعم أن الله جلّ وعزّ ، أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها ، ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله في حكمه وكذّبه وردّ عليه قوله (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) وقوله (ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) وقوله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) مع آي کثيرة في ذكر هذا ، زعم أنه مجبر على المعاصي ، فقد أحال بذنبه على الله ، وقد ظلمه في عقوبته ، ومن ظلم الله فقد كذّب كتابه ، ومن كذّب كتاب فقد لزمه الكفر باجتماع الأمّة ...» إلى أن قال : «فمن زعم أنّ الله تعالى فوض أمره ونهيه إلى عبادة قد أثبت عليه العجز ...» إلى أن قال : «لكن نقول : أنّ الله عزّوجلّ خلق بقدرته ، وملكهم استطاعة تعبدهم بما فأمرهم ونهاهم بما أراد ...» إلى أن قال : «وهذا القول بين القولين ليس بجبر ولا تفويض وبذلك أخبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه عباية بن ربعي الأسدي حين سأله عن الاستطاعة التي بها يقوم ويقعد ويفعل ، فقال له أميرالممؤمنين : سألت عن الاستطاعة ، تملكها من دون الله أو مع الله؟ فسكت عباية ، فقال له أمير المؤمنين : قل يا عباية ، قال : وما أقول؟ (عليه السلام) : إن قلت إنّك تملكها مع الله قتلتك. وإن قلت تملكها دون الله قتلتك. قال عباية : فما أقول يا أميرالمؤمنين؟. قال (عليه السلام) تقول : أنّك تملكها بالله الذي يملكها من دونك. فإن يملكها أيّأك كان ذلك من عطائه ، وإن يسلبكها كان ذلك من بلائه ، هو المالك لما ملكك ، والقادر علر ما عليه أقدرك». |
|
٣٥٩ |