فإني قرأت به على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ به على أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ، وأخبره أنه قرأ به على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن مرة الطوسي المعروف بابن أبي عمر النقاش (١) ، وأخبره أنه قرأ على أبي يعقوب
__________________
البغدادي ، أصله من فم الصلح بكسر الصاد أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن سليم عن حمزة ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما ، روينا عنه أنه قال أشكل عليّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروينا عنه أيضا أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقال ادعوني المقرئ ، قال أحمد بن إبراهيم وراقه سمعته يقول قدمت الكوفة فصرت إلى سليم فقال ما أقدمك قلت أقرأ على أبي بكر بن عياش فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر لم أدر ما كتب فيها فأتيناه فقرأ الورقة وصعد في النظر ثم قال أنت خلف قلت نعم قال أنت الذي لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك فسكت فقال لي اقعد هات اقرأ قلت عليك قال نعم قلت لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن ثم خرجت فوجّه إلى سليم فسأله أن يردني فأبيت ثم ندمت واحتجبت فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم ، أخذ القرآن عرضا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ويعقوب بن خليفة الأعشى وأبي زيد سعيد بن أوس عن المفضل الضبي وروى الحروف عن إسحاق المسيبي وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم وعبيد بن عقيل وروى رواية قتيبة عنه فيما ثبت عندنا من طريق ابن شنبوذ والمطوعي أداء وسماعا وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن ، قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف إنه قرأ على الكسائي والمشهور عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلاء وهو الصحيح والله أعلم وروى عنه قراءة الأعمش عن زائدة بن قدامة ، وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن إبراهيم وراقه وأخوه إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن علي القصار وأحمد بن يزيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد وأحمد بن زهير وأحمد بن محمد البراثي وسلمة بن عاصم وعبد الله بن عاصم شيخ الغضائري وعلي بن الحسين بن سليم ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ ومحمد بن الجهم ومحمد بن مخلد الأنصاري ومحمد بن عيسى والفضل بن أحمد الزبيدي وعلي بن محمد بن نازك وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن سعيد بن عطاء وموسى بن عيسى وأبو الوليد عبد الملك بن القاسم وعمر بن فائد فيما ذكره الهذلي ، قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا قلت يعني في اختياره ، مات في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية.
(١) محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة ويقال ابن أبي مرة أبو الحسن الطوسي ثم البغدادي يعرف بابن أبي عمر النقاش مقرئ جليل متصدر خير صالح ، أخذ القراءة عرضا عن أبي علي الصواف وأبي