المطلب الثالث
في القراءات والقراء
نبذة عن علم القراءات وأهميتها
أولا : تعريف القراءات :
القراءات : جمع قراءة ، وهي في اللغة مصدر قرأ ، يقال : قرأ فلان يقرأ ، قراءة ، وقرآنا ، بمعنى تلا ، فهو قارئ.
وفي الاصطلاح : علم بكيفيات أداء كلمات القرآن الكريم ، من تخفيف ، وتشديد واختلاف ألفاظ الوحي في الحروف (١).
وذلك أن القرآن نقل إلينا لفظه ونصه كما أنزله الله ـ تعالى ـ على نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم ، ونقلت إلينا كيفية أدائه كما نطق بها الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفقا لما علمه «جبريل» ، وقد اختلف الرواة الناقلون فكل منهم يعزو ما يرويه بإسناد صحيح إلى النبي صلىاللهعليهوسلم (٢).
ثانيا : الدليل على مشروعيتها :
لقد تواتر الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأن القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف.
روى ذلك من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ما يقرب من اثنين وعشرين صحابيا ، سواء كان ذلك مباشرة عنه صلىاللهعليهوسلم أم بواسطة.
والصحابة الذين وردت عنهم الأحاديث الواردة في هذا الشأن هم : عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وأبو هريرة ، ومعاذ بن جبل ، وهشام بن حكيم ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عباس ، وحذيفة بن اليمان ، وعبادة بن الصامت ، وسليمان بن صرد ، وأبو بكرة الأنصاري ، وأبو طلحة الأنصاري ، وأنس بن مالك ، وسمرة بن جندب ، وأبو جهيم الأنصاري ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الرحمن بن عبد القاري ، والمسور بن مخرمة ، وأم أيوب الأنصارية.
وهذا قبس من الأحاديث الدالة على نزول القراءات :
الحديث الأول : عن ابن شهاب (ت ١٢٤ ه) (٣) قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله
__________________
(١) لمحات في علوم القرآن : محمد الصباغ / ١٠٧ ، ط بيروت.
(٢) المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية. د / محمد سالم محيسن ط. دار محيسن. ص ٦٦.
(٣) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب ، أبو بكر الزهري ، أول من دون في الحديث ، وأحد الفقهاء الأعلام التابعين بالمدينة المنورة (ت : ١٢٤ ه).
انظر : وفيات الأعيان (ج ١ ص ٥٧١) ، وتذكرة الحفاظ (ج ١ ص ١٠٢) ، وغاية النهاية