(ت : ٩٨ ه) (١) ، أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أقرأني جبريل ـ عليهالسلام ـ على حرف واحد فراجعته ، فلم أزل أستزيده ، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» ا ه (٢).
الحديث الثاني : عن ابن شهاب (ت ١٢٤ ه) قال : أخبرني عروة بن الزبير (ت ٩٨ ه) أن المسور بن مخرمة (ت ٦٤ ه) (٣) ، وعبد الرحمن بن عبد القاري (ت : ٨٠ ه) (٤) ، حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب (ت : ٢٣ ه ـ رضي الله عنه) يقول : «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكدت أساوره في الصلاة (٥) ، فتصبرت حتى سلّم (٦) فلببته بردائه (٧) ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال : أقرأنيها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فقلت : كذبت فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها عليها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمر : «أرسله» ، فأرسلته ، فقال لهشام : «اقرأ يا هشام» ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كذلك أنزلت» ، ثم قال : «اقرأ يا عمر» ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كذلك أنزلت ؛ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» واللفظ للبخاري ا ه (٨).
__________________
(ج ٢ ص ٢٦٢) ، وتهذيب التهذيب (ج ٩ ص ٤٤٥).
(١) هو عبيد الله بن عتبة بن مسعود الهلالي أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة ، وأحد علماء التابعين (ت : ٩٨ ه) على خلاف. انظر : وفيات الأعيان (ج ١ ص ٣٤١) ، وتذكرة الحفاظ (الجزء الأول ص ٧٤).
(٢) رواه البخاري (ج ٦ ص : ١٠٠).
(٣) هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشي الزهري ، صحابي (ت : ٦٤ ه) الإصابة (الجزء الثالث ص ٤١٩) ، تهذيب التهذيب (الجزء العاشر ص ١٥١).
(٤) من خيرة علماء المدينة ومن التابعين الأجلاء (ت : ٨٠ ه) على خلاف. الطبقات الكبرى (الجزء الخامس ص ٥٧) ، تهذيب التهذيب (ج ٦ ص ٢٢٣).
(٥) أي : أواثبه وأقاتله ، يقال : ساور فلان فلانا : إذا وثب إليه وأخذ برأسه.
(٦) أي : تكلفت الصبر ، وأمهلته حتى فرغ من صلاته.
(٧) أي : جمعت ثيابه عند صدره ونحره ، مأخوذ من اللبة بفتح اللام ، وهي المنحر.
(٨) رواه البخاري (الجزء السادس ص ١٠٠) ، ومسلم (الجزء الثاني ص ٢٠٢) ، والترمذي (الجزء