قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على الشيخ الإمام أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها بدمشق على أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد المقرئ ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل التستر (١) ، بالأهواز (٢) ، وأخبره أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد الرازي (٣) بالأهواز ، وأخبره أنه قرأ
__________________
أبي حفص الكتاني وأبي الفرج الشنبوذي وبدمشق على محمد بن أحمد الجبني صاحب ابن الأخرم ، وقرأ على جماعة يطول ذكرهم وفيهم أناس لا يعرفون إلا من قبله ، وصنف عدة كتب في القراءات الموجز والوجيز ورحل إليه القراء لتبحره في الفن وعلو إسناده. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس وأبو القاسم الهذلي وأبو بكر أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي وأبو نصر أحمد بن علي الزينبي وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي وأبو الوحش سبيع بن قيراط وأبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي مؤلف كتاب المفتاح وكان عالي الرواية في الحديث أيضا روى عن نصر بن أحمد المرجى صاحب أبي يعلى الموصلي والمعافى بن زكريا الجريري وعبد الوهاب الكلابي وهبة الله بن موسى الموصلي وأبي مسلم الكاتب وخلق سواهم ، له تواليف في الحديث فيها أحاديث واهية. حدث عنه أبو بكر الخطيب أبو السعد السمان وعبد الرحيم البخاري وعبد العزيز الكتاني والفقيه نصر المقدسي وأبو طاهر الحنائي وأبو القاسم النسيب وروى عنه بالإجازة أبو سعد أحمد بن الطيوري وله مصنف في الصفات أورد فيه أحاديث موضوعة فتكلم فيه الأشعريون لذلك ، ولأنه كان ينال من أبي الحسن ويذمه قال ابن عساكر : كان يقول بالظاهر ، ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي رأيه. قال عبد العزيز الكتاني : اجتمعت بهبة الله اللالكائي فسألني عن أهل العلم بدمشق فذكرت له جماعة ، وذكرت الأهوازي فقال : لو سلم من الروايات في القراءات وكذلك ضعفه ابن خيرون ، وقد تلقى القراء رواياته بالقبول ، وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة وذلك في حياة بعض شيوخه. توفي في رابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة رحمهالله.
(١) أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل أبو العباس العجلي التستري نزيل الأهواز. قرأ على أحمد بن محمد بن عبد الصمد الرازي والخضر بن الهيثم الطوسي ومحمد بن موسى الزينبي وأحمد بن شبيب. قرأ عليه أبو علي الأهوازي وحده فيما أعلم سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. قال أبو عبد الله الذهبي : بقي إلى قريب الثمانين وثلاثمائة.
(٢) الأهواز : آخره زاي ، بلد فارسي لا يزال إلى اليوم في إيران ، أصله : أحواز جمع حوز وهو اسم عربي سمي به في الإسلام ، أبدلته الفرس ؛ لأنه ليس في كلامهم حاء وكان اسمها في أيام الفرس : خوزستان وقيل : هرمز شهر. انظر : معجم البلدان (١ / ٢٨٤).
(٣) أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد أبو العباس الرازي مقرئ أستاذ. قرأ على الفضل بن شاذان ومحمد بن سمعويه الموصلي صاحب أبي الفتح عامر بن عمر ، سكن الأهواز ، وأقرأ بها قرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي ، وأحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي ، وأحمد بن محمد الشنبوذي قال