فإني قرأت بها القرآن على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها بواسط على الشريف أبي محمد عبد الله بن الحسين العلوي ، وببغداد على أبي الحسن الحمامي ، وبالنهروان على أبي الفرج النهرواني ، وأخبروه أنهم قرءوا على أبي بكر النقاش ، وقرأ النقاش على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الدمشقي المعروف بالأخفش (١) ، وقرأ الأخفش على أبي عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الفهري (٢).
__________________
وأحمد بن محمد ويقال : محمد بن أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء وإسحاق بن داود وإسماعيل بن الجويرس والحسين بن إسحاق وجعفر بن محمد بن كرار وابن الفرخان الزاهد وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وعبد الله بن عيسى الأصبهاني وعبد الله بن مخلد الرازي وعثمان بن خرزاد وعلي بن الحسن بن الجنيد ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن القاسم الإسكندراني ومحمد بن موسى الصوري ومضر بن محمد الضبي وموسى بن موسى الختلي وهارون بن موسى الاخفش وألف كتاب أقسام القرآن وجوابها وما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه. قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان أقرأ عندي منه وقال الوليد بن عتبة الدمشقي ما بالعراق أقرأ من ابن ذكوان وقال النقاش قال ابن ذكوان : أقمت على الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة. قلت : إن كان رحل إليه للعراق فمحتمل وإلا فما نعلم أن الكسائي دخل الشام ، ثم وقفت على ما يدل أن الكسائي دخل الشام ، وأقرأ بجامع دمشق كما سيأتي في ترجمته ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال وقيل : لسبع خلت منه سنة اثنتين وأربعين ومائتين وقد غلط من قال : سنة ثلاث وأربعين.
(١) هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي أبو عبد الله التغلبي شيخ المقرئين بدمشق في زمانه. قرأ على ابن ذكوان وأخذ الحروف عن هشام بن عمار وحدث عن أبي مسهر بشيء يسير وعن سلام بن سليمان المدائني. قرأ عليه خلق كثير ورحل إليه الطلبة من الأقطار لإتقانه وتبحره منهم جعفر بن أبي داود وإبراهيم بن عبد الرزاق ومحمد بن النضر الأخرم وأبو علي الحسن بن حبيب الحصائري وأبو الحسن بن شنبوذ وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم البلخي ومحمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي وحدث عنه أبو القاسم الطبراني وأبو أحمد بن الناصح المفسر وجماعة وقيل : إنه صنف كتبا في القراءات والعربية وكان ثقة معمرا. قال ابن الناصح : توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة وقد رأى أبا عبيد بدمشق وسأله مسألة في اللغة.
قال أبو علي الأصبهاني : كان هارون الأخفش من أهل الفضل صنف كتبا كثيرة في القراءات والعربية وإليه رجعت الإمامة في قراءة ابن ذكوان.
(٢) طرق المؤلف هذه عن أبي علي عن العلوي الحمامي والنهرواني والواعظ عن النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان روايته وثقها ابن الجزري في نشره.