فإني قرأت بها القرآن على الشيخ أبي علي ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي الحسن الحمامي وعلى أبي الفرج النهرواني ، وأخبراه أنهما قرءا على بكار بن أحمد بن بنان ، وقرأ بكار على أبي علي الصواف ، وقرأ الصواف على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب الذهلي الفصاص (١) ، وقرأ
__________________
ومحمد وغير ذلك ولد سنة خمس وتسعين وعرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء بن السائب وأسلم المنقري ، عرض عليه أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى وعبد الرحمن بن أبي حماد وعروة بن محمد الأسدي ويحيى بن محمد العليمي وسهل بن شعيب قال الداني : ولا يعلم أحد عرض عليه القرآن غير هؤلاء الخمسة وروى عنه الحروف سماعا من غير عرض إسحاق بن عيسى وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبير وبري بن عبد الواحد وحسين بن عبد الرحمن وحسين بن علي الجعفي وحماد بن أبي أمية وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري وعبد الجبار بن محمد العطاردي وعبد الحميد بن صالح وعبيد بن نعيم وعلي بن حمزة الكسائي والمعافى بن يزيد والمعلى بن منصور الرازي وميمون بن صالح الدارمي وهارون بن حاتم ويحيى بن آدم ويحيى بن سليمان الجعفي وخلاد بن خالد الصيرفي وعبد الله بن صالح وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وأبو عمر الدوري ولم يدركه. وعمر دهرا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل : بأكثر وكان إماما كبيرا عالما قال : سألت أبا بكر بن عياش وقد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن قال : ويلك من زعم أن القرآن عاملا وكان يقول : أنا نصف الإسلام وكان من أئمة السنة قال : أبو داود حدثنا حمزة بن سعيد المروزي وكان ثقة مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه وروى يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله النخعي قال : لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة وكذا قال : يحيى بن معين وقال أبو هاشم الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول : أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في القرآن لأن الله تعالى يقول :(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) فمن سماه الله صادقا فليس يكذب هم قالوا يا خليفة رسول الله. قلت : والأثر المعروف ما سبقكم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام لكن بشيء وقر في صدره ينقله من لا معرفة له مرفوعا عن النبي صلىاللهعليهوسلم بل هو من كلام أبي بكر بن عياش ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال : لها ما يبكيك انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمانية عشر ألف ختمة ، توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل : سنة أربع وتسعين.
(١) الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب أبو حمدون الذهلي البغدادي النقاش للخواتم ويقال : له أيضا حمدويه اللؤلؤي الثقاب الفصاص مقرئ ضابط حاذق ثقة صالح. قرأ على إسحاق المسيبي وعبد الله بن صالح العجلي وإسحاق الأزرق ويعقوب الحضرمي ويحيى بن آدم ومحمد بن مسلم بن صالح العجلي فيما قاله أبو الحسن الخياط يحيى بن آدم واليزيدي وكان من أجل أصحابهما