على أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد (١) ، وقرأ الحداد على أبي محمد خلف بن
__________________
الكامل وغيره رواه عنه أبو الفرج الشنبوذي ويذكر عنه أنه كان يقول : إن كل قراءة وافقت المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة وإن لم يكن لها سند وأنه عقد له مجلس ووقف للضرب فتاب ورجع وهذا غير ما كان ينحوه ابن شنبوذ ؛ فإنه كان يعتمد على السند وإن خالف المصحف وهذا يعتمد على المصحف وإن خالف النقل واتفقا على موافقة العربية. قال أبو طاهر بن عمر في كتابه البيان : وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، ثم ذكر ما اتفق له. قلت : وظن الإمام أبو شامة بعد نقله هذا عن أبي طاهر في كتابه المرشد أنه ابن شنبوذ. قال الحافظ أبو بكر الخطيب : لابن مقسم كتاب جليل في التفسير ومعاني القرآن سماه الأنوار وله تصانيف عدة ومما طعن عليه أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف فيها الإجماع فقرأها وأقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة العربية وشاع ذلك عنه فأنكر عليه فارتفع الأمر إلى السلطان فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء فأذعن بالتوبة وكتب محضر توبته وقيل : إنه ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته ، أخبرني عمر بن حسن عن يوسف بن يعقوب أخبرنا زيد بن الحسن أنا القزاز أنا أبو بكر بن ثابت حدثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال سمعت أبا أحمد الفرضي وغيره يقول : رأيت في النوم كأني في الجامع أصلي مع الناس وكأن محمد بن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره للقبلة وهو يصلي مستدبرها فأولت ذلك مخالفة الأئمة فيما اختاره لنفسه ، توفي ثامن ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
(١) إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي إمام ضابط متقن ثقة. قرأ على خلف بن هشام روايته واختياره وعلى محمد بن حبيب الشموني وأما ما ورد في بعض أصول الكارزيني من أنه قرأ على قتيبة عن الكسائي فقال الحافظ أبو العلاء الهمذاني : ولو أقسم بالله مقسم أن إدريس لم يلق قتيبة فضلا عن القراءة عليه لم يحنث وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي : ومن خطه نقلت إنما قرأ إدريس على خلف عن قتيبة فسقط اسم خلف من كتاب الكارزيني وقد بين ذلك صاحب المبهج أبو محمد انتهى ، روى القراءة عنه سماعا ابن مجاهد وعرضا محمد بن أحمد بن شنبوذ وابن مقسم وموسى بن عبيد الله الخاقاني ومحمد بن إسحاق البخاري وإبراهيم بن محمد بن غيلان وأحمد بن عبيد الله بن حمدان والحسن بن سعيد المطوعي وأبو بكر النقاش وعلي بن الحسين الرقي وأحمد بن عبد الرحمن بن الفضل ومحمد بن يونس وأحمد بن محمد بن علي الديباجي وعمر بن قائد وعبد العزيز بن الشوكة ومحمد بن عبيد الله الرازي وإبراهيم بن الحسين الشطي ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة وعبد الله بن أحمد بن الهيثم والحسن بن محمد بن عبد الرحمن وعبد الله بن أحمد بن عبد الله السلمي ويقال : علي بن الحسن بن عبد الرحمن الرصافي ، سئل عنه الدار قطني فقال : ثقة. وفوق الثقة بدرجة ، توفي يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة وقيل : سنة ثلاث وتسعين ومائتين.