يؤثر على عضوية البدن ويسبب خسائر فادحة.
* * *
قد تبدو هذه الإشكالات كعقبات كؤود تعترض سبيل هذه المسألة للوهلة الأولى ، والحال ليس الأمر كذلك ، فالمدّة الطويلة للعمر ـ لمئة سنة وحتى أكثر من ألف سنة ـ ليست بالمسألة غير العلمية ، فانّنا نعلم بعدم وجود مدّة معينة لطول العمر بالنسبة لأي كائن حي من الناحية العلمية بحيث يقطع بموته الحتمي لمجرّد حلول تلك المدّة ، بعبارة أخرى صحيح أنّ القوى البدنة للإنسان بالتالي محدودة مهما كانت وآيلة إلى الافول ، إلّا أنّ هذا لا يعني عدم إمكانية عيش وتعمير إنسان أو كائن حي آخر لأكثر من المدّة العادية ، ومثلاً حين يبلغ الماء درجة المئة الحرارية فإنّه يغلي ، وإن بلغ الصفر يجمد ، فإن بلغ الإنسان مئة وخمسين سنة توقف قلبه عن الدق وحلّ أجله ، بل معيار طول عمر الكائنات الحيّة يعتمد إلى حدّ على أوضاع وظروف الحياة المعاشية ويتغير تبعاً لتغيرها.
والشاهد الحي على هذا الكلام هو إنّنا نرى من جهة أنّ أحداً من علماء العالم ومفكريه لم يصرّح بوجود ميزان معين لعمر الإنسان ، ومن جانب آخر فقد تمكنوا في مختبراتهم أحياناً من مضاعفة طول عمر بعض الكائنات الحيّة إلى ضعفين ، بل وأحياناً أخرى إلى أثني عشر ضعفاً أو أكثر ، وهم يبشروننا اليوم بأنّ عمر الإنسان سيزداد في المستقبل عدّة أضعاف عمره الفعلي في ظل تطور الأساليب العلمية.
هذا خلاصة الكلام بشأن مسألة طول العمر.
وأمّا بالنسبة للطعام والشراب في هذا النوم الطويل ، فلو كان النوم عادياً لكان الحق لمن أورد الإشكال في أنّ هذه القضية لا تتفق وأسس