فقلت بالتالي لا مانع لديّ نشر هذه الترجمة طالما كانت خطوة في سبيل معرفة الله وخدمة للعلم ، ولكن على الأقل كي لا اتّهم بأنّي أقتبست منه المطالب دون ذكر المصادر والمراجع فاكتب هذه القضية في مقدمة الكتاب!
ثم رأيت أنّه لم يقتصر الأمر في الاستفادة من هذه الأبحاث على ذلك الكاتب العربي المحترم ، بل قام بعض الكتّاب الآخرين بالإتيان بذات العبارات أو بعض العبارات الأخرى في كتبهم دون أدنى إشارة من قريب أو بعيد إلى المصادر.
لعل هذه القضية لاتبدو بتلك الأهميّة ولكن أليس من الأفضل أن يستفرغ الكتّاب الأعزاء وسعهم ويستفيدوا من طاقاتهم في إبداعات جديدة بدلاً من مصادرة جهود الآخرين والاستعانة بمطالبهم ، فيعمل كل كاتب على ضوء إمكاناته المتاحة من أجل حلّ بعض المعضلات والمشكلات ، كما يسلط الضوء على القضايا التي لم يتطرق لها الآخرون ، وليت شعري ماذا يضر الكاتب لو لم يتحفظ عن ذكر المصادر والمراجع ويعترف بحقوق الآخرين؟!
طبعاً لست أنكر أنّ لكل مفكر وعالم ، الحق في الاستفادة من أفكار الآخرين وإبداعاتهم ، ولكن بشرط مراعاة الأمانة والإشارة إلى مصادر الكتاب والجهود التي بذلت من أجله إن تعرض لنقل مطالبه دون أية إضافة أو إبداع أو الإتيان بها بأسلوب عصري جديد يجعلها تختلف عن سابقها.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لبذل الجهود من أجل حفظ دينه وخدمة خلقه.