وهنا نقول لا أحد ينكر أنّه لايمكن ممارسة التفكير دون خلايا الدماغ ، ولكن هل الدماغ وسيلة عمل الروح أم موجد الروح؟!
نضرب مثالاً آخر : إنّنا نركب سفينة أو طائرة ونرتبط من داخلهما بجهاز لاسلكي مع الأرض فنتسلم التعليمات بصورة مرتبة ، فمن المسلّم به إذا تعطل الجهاز فسوف لن نسمع صوتاً ، يعني هناك رابطة شديدة بين سماعنا لتعليمات المركز وجهاز اللاسلكي.
ولكن من الذي يسمع ويدرك نحن أم الجهاز؟
زبدة الكلام : إنّ كافة الأدلة التي أوردها الماديون هنا فقط تثبت وجود الرابطة بين خلايانا الدماغية وإدراكاتنا ، إلّاأنّها لا تثبت أنّ الدماغ هو القائم بالإدراك وأنّه ليس الوسيلة (عليك بالدقّة).
ومن هنا يتضح أنّ الموتى لو لم يفهموا شيئاً فإنّما ذلك لزوال الرابطة بين أرواحهم وأبدانهم ، لا أنّ الروح فنت ، بالضبط كالسفينة والطائرة التي خرب جهازها اللاسلكي ، فالسفينة والملاح وطاقمها ما زال قائماً ، إلّاأنّ أهل السواحل لايمكنهم الإرتباط بهم ، وذلك لزوال وسيلة الإرتباط.
* * *