هذه الآية أيضا وإن كانت في آل فرعون ، إلّاأنّ المسلّم به أنّها لا تختص بهذه الحفنة من الظلمة والآثمة ، وعليه فالآيتان تفيدان أنّ لأرواح المحسنين والمسيئين بعد الموت الحياة برزخية ، ولذلك فهي من الأدلة على إستقلال الروح.
ويستفاد من الآية القرآنية : (قُلْ يَتَوَفَّيكُمْ مَلَكُ الْمُوتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (١) وسائر الآيات المشابهة كالآية ٥٠ من سورة الانفال والآية ٤٢ من سورة ٧ الزمر والآية ٣٦ من سورة يونس وغيرها أنّ في الوجود الإنساني شيء يؤخذ منه عند موت الجسم حيث عبرت عن الموت بالأخذ ، وهذا يدل على عدم فناء الإنسان كلياً بموت الجسم حيث يبقى منه شيء ، فالتعبيرات إشارة لطيفة إلى بقاء الروح.
* * *
__________________
(١) سورة السجدة ، الآية ٧.