اختلاف الحياة في ذلك العالم عن الحياة هنا ، لو فرضنا أنّ هذا التجسم يحصل في عالمنا المعاصر فمثلاً يتبدل السب والكلام الفاحش إلى موجود مؤذي إلى جانبنا ، أو يكمن لنا كمستنقع نتن ، أو أن يتجسم صفع البريء وغصب حق الآخرين إلى موجود مشوّه مكروه ، فكيف ستصبح حياتنا؟
سيقال : ما أحسن أن تكون كذلك ، كي تكون خشيتها دافعاً للناس لعدم سلوك السبيل المنحرف ، بل يسارعون إلى الخيرات (عليك بالدقّة).
ولكن لاينبغي الغفلة أنّه على هذا الأساس سوف لن يكون هناك من تكامل في أرواحنا وأنفسنا ، بل سيكون هنالك نوع من العمل الإجباري ، يعني كمن يحمل قسراً لمساعدة مؤسسة خيرية حيث لايترتب أي تكامل أخلاقي أو معنوي على عمله ، ومن هنا أكتفي بأوامر العقل وتعاليم الأنبياء في هذا المجال.
لكن على كل حال للإيمان بأصل تجسم الأعمال دور بارز في بلورة الجانب التربوي لدى الإنسان ، إلى جانب حثه الإنسان على الإتيان بالصالحات والحيطة والحذر من الطالحات والقبائح ، ويفتح قلبه وفكره في الأمور التي تتطلب الفداء والتضحية (عليك بالدقّة أيضاً).
* * *