ففي جميع هذه الحالات لم يقل شيء من المادة ، بل تغيّر شكل الطاقةالكامنة في جوف المواد.
ويصدق هذا الموضوع على المواد الغذائية في بدننا ، لأنّ المواد الغذائيةفي أبداننا تتحد مع الاوكسجين فتنبعث منها طاقة حرارية بفعل الإحتراق ، فتتغير هذه الطاقة لتتبدل إلى حركة وصوت وما شابه ذلك.
* * *
نعود إلى الموضوع ، فأعمالنا وأفعالنا وأقوالنا إنّما تنتشر بصورة طاقات متنوعة في الأوساط المحيطة بنا ، وهي تؤثر على كل شيء بما فيه بدنناوالأرض التي نعيش عليها ، وأثرها باقي لايعتريه الفناء ويحفظ دائماً في صحيفة الطبيعة ، فكما قلنا سابقا لا مفهوم للعدم والفناء هناك ، بل هناك تغيير في الشكل.
وبالتالي سيأتي اليوم الذي تجمع فيه هذه الطاقات التي تبدو منسية منتهية فتكتسب الحياة وتبيّن أنّها لم تعدم.
لقد سمعنا بأنّه اخترع جهاز يستطيع تصوير السرّاق الذين يفرون من الموضع (يعني يصور مكانهم الخالي) لأنّ الأشعة تحت الحمراء التي بقيت بصورة حرارة بدنية في الموضع يمكن تصويرها ، أو نسمع أنّ العلماء استطاعوا إستعادة الأمواج الموجودة على بدنة الأواني الفخارية التي خلفّها المصريون قبل ألفي سنة فيجعلون الأصوات قابلة للسماع ، وعلى ضوء ذلك سيمكننا التسليم والإقرار بحلول مثل هذا اليوم بالنسبة بجميع أعمالنا وأقوالنا ، وطبق المقدمة الأولى لإمكانية تبديل الطاقة إلى مادة لا تبقى مشكلة بشأن تجسم الأعمال وتبدلها إلى موجودات مادية ، وعليه فتجسم الأعمال مقبولة من وجهة النظر العلمية ، وهذا بدوره يكشف عن مدى