وخروج الدجّال ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليهالسلام من السماء ، ....
____________________________________
توهّم ابن القيّم معترضا (١).
(وخروج الدجّال ويأجوج ومأجوج) كما قال الله تعالى : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٢). أي يسرعون (وطلوع الشمس من مغربها) كما قال الله تعالى : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) (٣). أي لا ينفع الكافر إيمانه في ذلك الحين أي طلوع الشمس من المغرب ، ولا الفاسق الذي ما كسب خيرا في إيمانه ، أو توبته يعني لا ينفع نفسا إيمانها ولا كسبها الإيمان إن لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت خيرا. (ونزول عيسى عليهالسلام من السماء) كما قال الله تعالى : (وَإِنَّهُ) أي عيسى (لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) (٤) أي علامة القيامة ، وقال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (٥) أي قبل موت عيسى عليهالسلام بعد نزوله عند قيام الساعة فتصير الملل واحدة وهي ملّة الإسلام الحقيقة.
وفي نسخة : قدّم طلوع الشمس على البقية وعلى كل تقدير فالواو لمطلق الجمعية ،
__________________
والسياق يدلّ عليه فإنه قال : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) [النجم : ٥]. وهو جبريل فالضمائر كلها عائدة إلى هذا المعلّم الشديد القوى ، وهو ذو المرة ، أي القوة ، وهو الذي استوى بالأفق الأعلى وهو الذي دنا فتدلى. انظر تفسير ابن كثير ٤ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، وزاد المعاد لابن القيّم ٣ / ٣٨.
(١) لم يعترض الإمام ابن القيم ولم يقل بتعدّد الإسراء والمعراج كما توهّم المصنّف بل على العكس من ذلك فإنه رحمهالله نقل عن العلماء أقوالهم في هذه المسألة وأخذ بالردّ على الذين يقولون بتعدّد الحادثة فقال : «ويا عجبا لهؤلاء الذين زعموا أنه مرارا ـ أي الإسراء والمعراج ـ كيف ساغ لهم أن يظنوا أنه في كل مرة تفرض عليه الصلاة خمسين ، ثم يتردّد بين ربّه وبين موسى حتى تصير خمسا ثم يقول : «أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي» ثم يعيدها في المرة الثانية إلى الخمسين ، ثم يحطّها عشرا عشرا ، وقد غلّط الحفّاظ شريكا في ألفاظ من حديث الإسراء ، ومسلم أورد المسند منه ثم قال : فقدّم وأخّر وزاد ونقص ، ولم يسرد الحديث ، فأجاد رحمهالله». ا. ه. انظر زاد المعاد ٣ / ٤٢ ، وشرح الطحاوية ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ حيث نقل كلام الإمام ابن القيم من زاد المعاد.
(٢) الأنبياء : ٩٦.
(٣) الأنعام : ١٥٨.
(٤) الزخرف : ٦١.
(٥) النساء : ١٥٩.