وإذا أشكل على الإنسان شيء من دقائق علم التوحيد فإنه ينبغي له أن يعتقد في الحال ما هو الصواب عند الله تعالى إلى أن يجد عالما فيسأله ولا يسعه تأخير الطلب ولا يعذر بالوقف فيه ، ويكفر ....
____________________________________
بنت جحش ، وزينب بنت خزيمة ، وميمونة وجويرية ، وصفية رضي الله تعالى عنهنّ ، فهنّ إحدى عشرة من أزواجه عليه الصلاة والسلام التي دخل بهنّ لا خلاف بين أهل السّير والعلم بالأثر في حقّهنّ ، وقد ذكر أنه عليه الصلاة والسلام تزوّج نسوة من غيرهنّ.
هذا وقال الإمام الأعظم رحمهالله في كتابه الوصية : وعائشة رضي الله عنهما بعد خديجة الكبرى رضي الله عنها أفضل نساء العالمين ، وهي أم المؤمنين ومطهرة من الزنا وبريئة مما قال الروافض ، فمن شهد عليها بالزنا فهو ولد الزنا. انتهى.
ولا يخفى أن من قذفها بالزنا فهو كافر بالآيات القرآنية الواردة في براءة ساحتها مما نسب إليها من الأمور النفسانية ، وأما من سبّها بسبب محاربتها ومخالفتها لعليّ رضي الله عنه فهو ضالّ مبتدع غال فاجر ، والله تعالى أعلم بالسرائر ، وأما قوله : إنها أفضل نساء العالمين فيحتمل أنها أفضل نساء عالمي زمانها ، أو نساء العالمين جميعها ، وهل يدخل فيهنّ خديجة وفاطمة ومريم رضي الله عنهنّ على اختلاف ورد في حقّهنّ بحسب تفاوت الأحاديث الثابتة في فضلهنّ (١) ، وسيأتي تفصيل تفضيل بعضهنّ في المحال الأليق بهنّ.
ثم قول الإمام الأعظم رحمهالله في الوصية : فهو ولد الزنا لا يخلو عن غرابة في مقام المرام كما لا يخفى على ذوي الأفهام بالأحكام ، ولعله محمول على التشبيه البليغ والمعنى ، فهو كولد الزنا في كونه شرّ الثلاثة كما ورد يعني بحكم غلبة الواقعة.
(وإذا أشكل) أي التبس (على الإنسان) أي من أهل الإيمان (شيء من دقائق علم التوحيد) أي ولم يتحقق عنده حقائق مقام التفريد ومرام التمجيد (فينبغي له) أي يجب عليه أن يعتقد في الحال ما هو الصواب عند الله تعالى) أي بطريق الإجمال (إلى أن يجد عالما) أي عارفا بحقيقة الأحوال (فيسأله) أي ليعلم العلم التفصيلي على وجه الكمال (ولا يسعه تأخير الطلب) أي عند تردّده في صفة من صفات الجلال ، أو نعوت الجمال (ولا يعذر بالوقف فيه) أي يتوقفه في معرفة هذه الأحوال وعدم تفحّصه بالسؤال (ويكفر) أي
__________________
(١) أخرج الترمذي ٣٧٧٨ وأحمد ٣ / ١٣٥ ، والطحاوي في المشكل ١٤٧ ، وابن حبان ٧٠٠٣ ، والحاكم ٣ / ١٥٧ ـ ١٥٨ بإسناد صحيح عن أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون».