وأبو طالب عمّه صلىاللهعليهوسلم وأبو علي رضي الله عنه مات كافرا وقاسم وطاهر وإبراهيم كانوا بني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...
____________________________________
(وأبو طالب عمّه) أي عمّ النبي (صلىاللهعليهوسلم وأبو عليّ رضي الله عنه مات كافرا) ولم يؤمن به ، فقد ورد أنه لما حضر أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجد عنده أبا جهل وأضرابه ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «يا عمّ قل كلمة أحاجّ لك بها عند الله» ، فقال أبو جهل : أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟ وتكرر هذا الكلام في ذلك المقام حتى قال أبو طالب في آخر المرام : أنا على ملّة عبد المطّلب ، وأبى أن يقول لا إله إلّا الله ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» ، فأنزل الله تعالى : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ). أي بأن ماتوا على الكفر ، وأنزل الله في حق أبي طالب حين عرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإيمان عليه حين موته فأبى ورد : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (١). رواه البخاري ومسلم (٢).
(وقاسم وطاهر وإبراهيم كانوا بني رسول الله صلىاللهعليهوسلم) أي أبناءه أما القاسم فهو أول ولد ولد له عليه الصلاة والسلام قبل النبوّة ، وبه كان يكنّى وعاش حتى مشى ، وقيل : عاش سنتين ، وقيل : بلغ ركوب الدابّة ، والأصح أنه عاش سبعة عشر شهرا ، ومات قبل البعثة وفي مستدرك الفريابي (٣) ما يدل على أنه توفي في الإسلام وهو أول من مات من أولاده عليه الصلاة والسلام ، وأما طاهر فقال الزبير بن بكار : كان له عليه الصلاة والسلام سوى القاسم وإبراهيم عبد الله مات صغيرا بمكة ، ويقال له : الطيب ، والطاهر ثلاثة أسماء ، وهو قول أكثر أهل النسب ، كما قاله أبو عمرو ، وقال الدارقطني : هو الأثبت ، ويسمى عبد الله بالطيب والطاهر لأنه ولد بعد النبوّة وقيل : عبد الله غير الطيب والطاهر ، كما حكاه الدارقطني وغيره.
وقيل : كان له عليه الصلاة والسلام الطيب والمطيب ولدا في بطن ، والطاهر
__________________
(١) التوبة : ١١٣.
القصص : ٥٦.
(٢) أخرجه البخاري ١٣٦٠ و ٣٨٨٤ و ٤٦٧٥ و ٤٧٧٢ و ٦٦٨١ ، ومسلم ٢٤ ح ٤٠ ، والنسائي ٤ / ٩٠ ، وابن حبان ٩٨٢ ، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٩٧ ـ ٩٨ ، والطبري في جمع البيان ١١ / ٤١ ـ ٤٢ و ٢٠ / ٩٢ ، والواحدي في أسباب النزول ص ١٨٧. كلهم من حديث المسيب بن حزم.
(٣) هو أحمد بن علي بن محمد الفريابي شهاب الدين المتوفى سنة ٧٧٨ ه ، له شرح الإلمام في أحاديث الأحكام لابن دقيق العيد ولغات صحيح مسلم بن الحجاج.