وفاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم كنّ جميعا بنات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورضي عنهنّ ....
____________________________________
والمطهر ولدا في بطن ، كما ذكر صاحب الصفوة (١) ، وأما إبراهيم فولد من الجارية القبطية ، وقد قال عليه الصلاة والسلام بعد موته : «القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الربّ وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون» (٢). وتوفي وله سبعون يوما أو أكثر (٣) ، وصلى عليه النبي صلىاللهعليهوسلم بالبقيع (٤) ، وقال : ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون (٥) أخوه عليه الصلاة والسلام في الرضاعة.
(وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم كنّ جميعا بنات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورضي الله عنهنّ) ، وفي نسخة تقديم رقية على زينب بناء على اختلاف في أن زينب أكبر بناته عليه الصلاة والسلام ، وعليه أكثرهم أو رقية كما ذهب إليه بعضهم.
فعند [ابن] (٦) إسحاق أن زينب ولدت في سنة ثلاثين من مولد النبي صلىاللهعليهوسلم وأدركت الإسلام وهاجرت وماتت سنة ثمان من الهجرة عند زوجها وابن خالتها أبي العاص لقيط ، وقد ولدت له عليّا مات صغيرا قد ناهز الحلم ، وكان رديف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ناقته يوم الفتح (٧) ، وولدت له أيضا أمامة التي حملها صلىاللهعليهوسلم في صلاة الصبح على عاتقه ، وكان إذا
__________________
(١) هو الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى ٥٩٧ ه في كتابه صفة الصفوة ١ / ٧٧ حيث قال : قال أبو بكر البرقي : ويقال : إن الطاهر هو الطيب وهو عبد الله ويقال إن الطيب والمطيّب ولدا في بطن ، والطاهر والمطهر ولدا في بطن. ا. ه.
(٢) أخرجه البخاري ١٣٠٣ ، ومسلم ٢٣١٥ ، وأبو داود ٣١٢٦ كلهم من حديث أنس بن مالك.
ولفظه : «إن العين تدمع ، والقلب يخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنّا بفراقك يا إبراهيم محزونون».
(٣) قال ابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٧٧ : إبراهيم أمه مارية القبطية ، ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفي ابن سنة عشر شهرا ، وقيل ثمانية عشر شهرا ، ودفن بالبقيع. ا. ه.
(٤) قال ابن القيم في زاد المعاد ١ / ١٠٤ : «واختلف هل صلى عليه أم لا؟ على قولين ...». وذكر الهيثمي في المجمع ٩ / ١٦٢ : عن السدي قال : سألت أنس بن مالك قلت : صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ابنه إبراهيم؟ قال : لا أدري ، رحمة الله على إبراهيم لو عاش لكان صدّيقا نبيّا». وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٥) لم أجده بهذا اللفظ إنما وجدته من حديث الأسود بن سريع قال : لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون. رواه الطبراني كما في المجمع ٩ / ٣٠٢ : ورجاله ثقات.
(٦) تصحّفت ابن في الأصل إلى أبي والصواب ما أثبتناه وابن إسحاق هو صاحب السيرة النبوية المشهورة.
(٧) أخرجه الطبراني عن الزبير كما في المجمع ٩ / ٢١٢ ونصه : «قال الزبير : وحدّثني عمر بن أبي بكر