____________________________________
قليل الفهم ، أو المعرفة ، أو لا يكون طالبا للحق بل للغلبة ، وأما معرفة الله وتوحيده ومعرفة النبوّة ، وما يتعلق بها فهو من فروض الكفاية وفي شرح الهداية (١) لابن الهمام ، أما قول أبي يوسف رحمهالله : لا تجوز الصلاة خلف المتكلم. فيجوز أن يريد الذي قرره أبو حنيفة رحمهالله حين رأى ابنه حمادا يناظر في الكلام ، فنهاه فقال : رأيتك تناظر في الكلام ، وتنهاني فقال : كنا نناظر وكأن على رءوسنا الطير مخافة أن يزلّ صاحبنا ، وأنتم تناظرون وتريدون زلّة صاحبكم ومن أراد زلّة صاحبه ، فقد أراد كفره ، ومن أراد كفره فقد كفر هذا هو الخوض المنهي عنه. انتهى.
وفي شرح المواقف فائدة علم الكلام هو الترقّي من حضيض التقليد إلى ذروة الإيقان قال أيضا تعالى : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) (٢). خصّ العلماء الموقنين مع اندراجهم في المؤمنين رفعا لمنزلتهم كأنه قال : وخصوصا هؤلاء الأعلام منكم بما جمعوا من العلم والعمل.
ومنها : أن السحر والعين حق عندنا خلافا للمعتزلة لقوله عليه الصلاة والسلام : «العين حق» (٣) رواه أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة وزيد في رواية ، وأن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر (٤) ، وجاء في رواية أن السحر حق (٥) ويدلّ عليه قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) (٦). وقوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (٧). وأما قوله تعالى : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ) (٨). فهذا نوع من السحر ، ثم
__________________
(١) هو فتح القدير شرح الهداية.
(٢) المجادلة : ١١.
(٣) أخرجه البخاري ٥٧٤٠ و ٥٩٤٤ ، ومسلم ٢١٨٧ ، وأحمد ٢ / ٣١٩ ، وابن حبان ٥٥٠٣ ، والبغوي ٣١٩٠ ، وعبد الرزاق ١٩٧٧٨ ، وهمام في صحيفته ١٣١ كلهم من حديث أبي هريرة ولم يخرجه أحد من أصحاب السّنن.
(٤) حديث ضعيف أخرجه أبو نعيم في الحلية ٧ / ٩٠ ، والخطيب في تاريخه ٩ / ٢٤٤ من حديث جابر بن عبد الله. وقد تفرّد به شعيب بن أيوب عن معاوية عن هشام ... قال الصابوني : وبلغني أنه قيل له : ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية ففعل. وقال الذهبي في الميزان في ترجمة شعيب بن أيوب : وله حديث منكر ذكره الخطيب في تاريخه. يريد هذا الحديث.
(٥) لم أجده في شيء من كتب التخريج المتقدمة.
(٦) البقرة : ١٠٢.
(٧) الفلق : ٣.
(٨) طه : ٦٦.