ومحمد عليه الصلاة والسلام نبيه ...
____________________________________
عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مما يشعر بكذب وبمعصية بطرق ثابتة فمصروف عن ظاهره إن أمكن ، وإلا فمحمول على ترك الأولى ، أو كونه قبل البعثة (١).
وقال ابن الهمام والمختار أي : عند جمهور أهل السّنّة العصمة عنها أي عن الكبائر لا الصغائر غير المنفردة خطأ أو سهوا ، ومن أهل السّنّة من منع السهو عليه والأصح جواز السهو في الأفعال ، والحاصل : أن أحدا من أهل السّنّة لم يجوز ارتكاب المنهي منهم عن قصد ، ولكن بطريق السهو والنسيان ويسمى ذلك زلّة.
قال القونوي : واختلف الناس في كيفية العصمة ، فقال بعضهم : هي محض فضل الله تعالى بحيث لا اختيار للعبد فيه وذلك إما بخلقهم على طبع يخالف غيرهم بحيث لا يميلون إلى المعصية ولا ينفرون عن الطاعة كطبع الملائكة ، وإما يصرف همّتهم عن السيئات وجذبهم إلى الطاعات جبرا من الله تعالى بعد أن أودع في طبائعهم ما في طبائع البشر.
وقال بعضهم : العصمة فضل من الله ولطف منه ، ولكن على وجه يبقى اختيارهم بعد العصمة في الإقدام على الطاعة والامتناع عن المعصية وإليه مال الشيخ أبو منصور الماتريدي حيث قال : العصمة لا تزيل المحنة أي الابتلاء والامتحان يعني لا تجبره على الطاعة ولا تعجزه عن المعصية ، بل هي لطف من الله تعالى يحمله على فعل الخير ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقا للابتلاء والاختيار (ومحمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم) أي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان هذا القدر من نسبه عليه الصلاة والسلام لم يختلف فيه أحد من العلماء الأعلام ، وقد روي من أخبار الآحاد عنه عليه الصلاة والسلام أنه نسب نفسه كذلك إلى نزار بن معدّ بن عدنان (٢) (نبيّه) وفي نسخة
__________________
(١) العقائد النسفية ٢١٥ ـ ٢١٦ بشيء من التصرّف.
(٢) اضطربت كلمة النسّابين فيما بعد عدنان حتى نراهم لا يكادون يجمعون على جدّ حتى يختلفوا فيمن قوفه ، وقد حكي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان إذا انتسب لم يتجاوز في نسبه إلى عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول : كذب النسّابون. وقال عمر بن الخطاب : إنني لأنتسب إلى معدّ بن عدنان ، ولا أدري ما هو. وعن سليمان بن أبي خيثمة قال : ما وجدنا في علم عالم ، ولا شعر شاعر أحدا يعرف ما وراء معدّ بن عدنان ، ويعرب بن قحطان». انظر السيرة النبوية لابن هشام ١ / ١ و ٢.