____________________________________
ومنها تفضيل التابعين رضي الله عنهم ، فقد قال شيخ الإسلام محمد بن خفيف الشيرازي. واختلف الناس في أفضل التابعين ، فأهل المدينة يقولون سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، وأهل البصرة يقولون : الحسن البصري رضي الله عنه ، وأهل الكوفة يقولون : أويس القرني رضي الله عنه ، وقال بعض المتأخرين : الصحيح بل الصواب ما ذهب إليه أهل الكوفة لما روي من مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن خير التابعين رجل يقال له : أويس» (١) الحديث.
والحاصل أن التابعين أفضل الأمة بعد الصحابة لقوله عليه الصلاة والسلام : خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم» (٢).
فنعتقد أن الإمام الأعظم والهمام الأقدم أبو حنيفة رضي الله عنه أفضل الأئمة المجتهدين ، وأكمل الفقهاء في علوم الدين ، ثم الإمام مالك رضي الله عنه فإنه من أتباع التابعين ، ثم الإمام الشافعي رضي الله عنه لكونه تلميذ الإمام مالك رضي الله عنه ، بل تلميذ الإمام مالك رضي الله عنه ، بل تلميذ الإمام محمد رضي الله عنه ، ثم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فإنه كالتلميذ للشافعي رحمهالله.
__________________
(١) أخرجه مسلم ٢٥٤٢ ح ٢٢٤ ، وابن أبي شيبة ١٢ / ١٥٣ ، وأحمد ١ / ٣٨ ، وابن سعد ٦ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، والبزار ٣٤٢ ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٧٩ ـ ٨٠ كلهم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٢) أخرجه من حديث عمران بن حصين : البخاري ٢٦٥١ ، ومسلم ٢٥٣٥ ، والترمذي ٢٢٢١ ، وأبو داود ٤٦٥٧ ، وأحمد ٤ / ٤٢٦ و ٤٢٧ ، والنسائي ٧ / ١٧ ـ ١٨ ، وابن حبان ٢٢٨٥ ، والحاكم ٣ / ٤٧١ ، والطيالسي ٨٥٢ ، والطحاوي في المشكل ٣ / ١٧٦ و ١٧٧ ، والطبراني في الكبير ١٨ / ٥٢٦ ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٧٨.
وأخرجه من حديث عبد الله بن مسعود : البخاري ٢٦٥٢ ، ومسلم ٢٥٣٣ ح ٢١٢ ، والترمذي ٣٨٥٩ ، وابن ماجة ٢٣٦٢ ، وأحمد ١ / ٣٧٨ ، والطيالسي ٢٩٩ ، والطحاوي في المشكل ٣ / ١٧٦ ، وابن أبي عاصم ١٤٦٦ ، والطبراني في الكبير ١٠٣٣٧ ، والخطيب في تاريخه ١٤ / ٥٣. وأخرجه من حديث أبي هريرة : مسلم ٢٥٣٤ ح ٢١٣ ، وأحمد ٢ / ٢٢٨ ، والطيالسي ٢٥٥٠. وأخرجه من حديث عمر بن الخطاب : الترمذي ٢٣٠٤ ، وابن ماجة ٢٣٦٣ ، والبزار ٢٧٦٤ ، والطحاوي في المشكل ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٦ ، والطبراني في الصغير ١ / ١٢٨. وأخرجه من حديث النعمان بن بشير : أحمد ٤ / ٢٧٦ ، والبزار ٢٦٢٧ ، والطحاوي ٣ / ١٧٧ ، وأبو نعيم ٢ / ٧٨ و ٤ / ١٢٥ ، وابن أبي عاصم ١٤٧٧. وأخرجه من حديث بريدة الأسلمي : أحمد ٥ / ٣٥٠ ، وابن أبي عاصم ١٤٧٣ ، وأبو نعيم ٢ / ٧٨.