____________________________________
الجنة ، كما ثبت في السّنّة (١) ومحسنا مات محسن صغيرا ، وأم كلثوم وزينب لم يكن لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عقب إلا من ابنته فاطمة رضي الله عنها فانتشر نسله الشريف منها فقط من جهة السبطين أعني الحسنين ، وأما رقية فولدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام وكانت تحت عتبة بن أبي لهب وأختها أم كلثوم تحت أخيه عتيبة بالتصغير ، فلما نزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) قال لهما أبو لهب : رأسي من رأسكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد ففارقاهما (٢) ، ولم يكونا دخلا بهما فتزوّج عثمان بن عفّان رقية بمكة ، وهاجر بها الهجرتين ، وتوفيت والنبي صلىاللهعليهوسلم ببدر ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لما عزّي صلىاللهعليهوسلم بها قال : الحمد لله دفن البنات من المكرمات (٣) ، وأما أم كلثوم فقد ورد أنه لمّا توفيت رقية خطب عثمان بنت عمر حفصة فردّه فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «يا عمر أدلّك على خير لك من عثمان ، وأدلّ عثمان على خير له منك»؟ قال : نعم يا رسول الله. قال : «زوّجني ابنتك ، وأزوّج عثمان ابنتي» (٤) أخرجه الخجندي ، وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال له : «والذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت يمتن ، واحدة بعد واحدة زوّجتك أخرى هذا جبرائيل عليهالسلام أخبرني أن الله يأمرني أن أزوّجكها» (٥). رواه الفضائلي ، ولم يذكر الإمام الأعظم رحمهالله أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأنا أذكرهنّ إجمالا في مقام المرام.
فأمّهات المؤمنين خديجة وسودة وعائشة وحفصة وأم سلمة ، وأم حبيبة ، وزينب
__________________
(١) أخرجه أحمد ٣ / ٣ و ٦٢ و ٦٤ ، والترمذي ٣٧٦٨ ، وابن أبي شيبة ١٢ / ٩٦ ، والحاكم ٣ / ١٦٦ ـ ١٦٧ ، والطحاوي في المشكل ٢ / ٣٩٣ ، وأبو يعلى ١١٦٩ ، والطبراني ٢٦١٢ ، وابن حبان ٦٩٥٩ ، والخطيب ١١ / ٩٠ ، والطبراني ٢٦١١ ، وأبو نعيم في الحلية ٥ / ٧١ كلهم من حديث أبي سعيد الخدري ، قال الترمذي حسن صحيح وهو كما قال.
(٢) انظر السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٦٥٢.
(٣) أخرجه الديلمي في الفردوس ٣٠٦٥ ، والطبراني في الكبير والأوسط والبزار كما في مجمع الزوائد ٣ / ١٢ من حديث ابن عباس. قال الهيثمي : وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف. ا. ه.
وذكره العجلوني في كشف الخفاء برقم ١٣٠٨. وقال : رواه الصغاني وحكم عليه بالوضع.
وذكره الذهبي في الميزان ٣ / ٦٢٢ في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن طلحة. وقال : هذا حديث عراك بن خالد ، عن عثمان ، سرقه هذا ـ أي محمد بن عبد الرحمن بن طلحة ـ منه ، قاله ابن عدي. ا. ه.
(٤) أورد نحوه الحافظ ابن حجر في الإصابة ٤ / ٢٧٣ ، وقال : أخرجه ابن سعد.
(٥) لم أجده.