وسائر علامات يوم القيامة على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن ، والله ....
____________________________________
وروي أنه يدفن بين الشيخين (١) فهنيئا للشيخين ، حيث اكتنفا بالنبيين ، وفي رواية أنه يمكث سبع سنين (٢) قيل : وهي الأصح ، والمراد بالأربعين في الرواية الأولى مدة مكثه قبل الرفع وبعده ، فإنه رفع وله ثلاث وثلاثون سنة ، وفي شرح العقائد الأصح أن عيسى عليه الصلاة والسلام يصلي بالناس ، ويؤمّهم ويقتدي به المهدي ، لأنه أفضل وإمامته أولى. انتهى.
ولا ينافي ما قدّمناه كما لا يخفى ، ثم يظهر يأجوج ومأجوج فيهلكهم الله أجمعين ببركة دعائه عليهم ، ثم يموت المؤمنون (٣) وتطلع الشمس من مغربها ، ويرفع القرآن كما روى ابن ماجة من حديث حذيفة يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ، أي أطرافه حتى لا يدري صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، ويسري على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية (٤) ، وروى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : اقرءوا القرآن قبل أن يرفع فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع ، قالوا : هذه المصاحف ترفع فكيف ما في الصدور؟ قال : يغدي عليهم ليلا فيرفع من صدورهم فيصبحون يقولون : لكنّا نعلم شيئا ثم يقعون في الشعر.
وقال القرطبي : وهذا إنما يكون بعد موت عيسى عليه الصلاة والسلام ، وبعد هدم الحبشة الكعبة ، وتفاصيل هذه الأحوال ليس هذا المحل محل بيان بسطها ، وكذا ما أبهم الإمام الأعظم رحمهالله بقوله : (وسائر علامات يوم القيامة) إذ يكفي الإيمان الإجمالي بما في الكتاب والسّنّة (على ما وردت) أي على وفق ما جاءت (به الأخبار الصحيحة) ، بل الآيات الصريحة بالنسبة إلى بعض شرائطها (حق كائن) أي ثابت وأمر قويم (والله
__________________
(١) روى الطبراني كما في المجمع ٨ / ٢٠٦ عن عبد الله بن سلام قال : يدفن عيسى ابن مريم عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فيكون قبره رابع. قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثّقه ابن حبان وضعّفه أبو داود وقد ذكر المزي رحمهالله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي وقال : حسن ولم أجده في الأطراف والله أعلم. ا. ه.
(٢) أخرجه مسلم ٢٩٤٠ من حديث عبد الله بن عمرو.
(٣) هو بعض حديث النواس بن سمعان المتقدّم برقم (٢).
(٤) أخرجه ابن ماجة ٤٠٤٩ ، والحاكم ٤ / ٤٧٣ و ٥٤٥ وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا ، والديلمي في الفردوس ٨٧٩٧ كلهم من حديث حذيفة. قال البوصيري في الزوائد (ق ٢٤٧ / ١) إسناده صحيح ورجاله ثقات وصحّحه الألباني في الصحيحة رقم : ٨٧.