____________________________________
إن شئت مؤمنا ، أو إن شئت كافرا كفر ، أي لاستواء الكفر والإيمان عنده ، وإن كان تعلق المشيئة بهما.
ومن قال : حين تصيبه مصيبات مختلفة يا ربّ أخذت مالي ، أو أخذت كذا وكذا فما ذا تفعل أيضا ، أو قال : ما تريد أن تفعل ، أو قال ما ذا بقي أن تفعل أو ما أشبه ذلك من الألفاظ فأجاب عبد الكريم بن محمد رحمهالله إنه يكفر ولا يصدق بقوله أخطأت أي لأن ظاهر كلامه الاعتراض على فعله الماضي ، والآتي.
وفي الجواهر من قال ما ذا يقدر أن يفعل في غير السعير ، أو فوق السعير كفر ، أي لحصر قدرته في تعذيب السعير. ومن قال : إذا أعطي عالم فقيرا درهما يضرب الطبل ، أو يضرب الملائكة الطبل يوم القيامة ، أو في السموات كفر ، أي لأنه ادّعى علم الغيب وكذب على الملائكة ونسبهم إلى فعل اللغو ...
وفي الظهيرية الساحر إذا علم أنه ساحر يقتل ولا يستتاب ولا يقبل قوله أترك السحر وأتوب بل إذا أقرّ أنه ساحر فقد حلّ دمه ، وكذا إذا شهد الشهود به ، ولو قال : إني كنت ساحرا ، وقد تركته منذ زمان قبل الأخذ قبل منه ، ولم يقتل وكذا لو ثبت ذلك بالشهود وكذا الكاهن. قلت وفي كونه كالساحر يقتل محل بحث.
ولو كان لمسلم أم أو أب ذمّيّ فليس له أن يقودهما إلى البيعة لأن ذهابهما إلى البيعة معصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وأما إيابهما منها إلى منزلهما فأمر مباح فيجوز له أن يساعدهما ولعله آخر رجوعهما عن البيعة إلى المنزل بتوفيق الله التوبة وبحسن الخاتمة.
وينبغي أن يتعوّذ المسلم من الكفر ويذكر هذا الدعاء صباحا ومساء فإنه سبب النجاة من الكفر : (اللهمّ إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم به وأستغفرك لما لا أعلم به وأنت علّام الغيوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم).
وهذا خاتمة ما قصدناه وتتمة ما أردناه ، ونسأل الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة ، وأن يختم لنا بالحسنى ، ويبلغنا المقام الأسنى ، ويحفظنا في هذا المحل ويرزقنا اللقاء الأعلى فإنه الناصر والمولى والحمد لله تعالى أولا وآخرا ، والسلام على نبيّه محمد ظاهرا وباطنا آمين يا رب العالمين ، ويرحم الله تعالى عبدا قال آمين. اللهمّ اغفر وارحم لمؤلّفه ولكاتبه ، ولوالديه ولقارئه ولسامعه يا أرحم الراحمين.