وعلماء الكلام لم يتركوا لإشاعة أقوالهم ، وبث أفكارهم في المجتمع الإسلامي ، بل وقف لهم علماء السنة بالمرصاد ، يفندون حججهم ، ويبطلون أدلتهم ، ويؤلفون الكتب ، ويدبجون المقالات في الرد عليهم.
ومن هؤلاء الإمام ابن عبد البر المتوفى سنة ٤٦٣ ـ ١٠٧١ م في كتابه (جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته وحمله).
ومنهم الإمام عبد الله الأنصاري الهروي المتوفى سنة ٤٨١ ـ ١٠٨٨ م في كتابه (ذم الكلام).
ومنهم الإمام عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي المتوفى سنة ٥٩٦ ه في كتابه (نقد العلم والعلماء أو تلبيس إبليس) (١).
ومنهم الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي المتوفى بدمشق سنة ٦٢٠ ه ١٢٢٣ في كتابه (تحريم النظر في كتب أهل الكلام).
ورد في هذا الكتاب على ابن عقيل الذي أباح علم الكلام.
ومنهم الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ١٥٠٥ م في كتابه : (صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام) (٢).
وقد قام جلال الدين السيوطي بتلخيص كتاب الإمام الهروي (جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته وحمله) في كتابه سالف الذكر (صون المنطق والكلام).
إن علم الكلام الذي وفد على الأمة الإسلامية من خارج حدودها ، فرق وحدتها ، وشغلها عن الكثير من أداء رسالتها تجاه البشرية كلها.
__________________
(١) طبع كتاب ابن الجوزي «تلبيس إبليس» طبعات متعددة آخرها عام ١٣٩٦ ه حيث عني بنشره وتخريج أحاديثه : الأستاذ محمود مهدي استانبولي.
(٢) قام بتحقيق الكتاب المذكور الدكتور : علي سامي النشار ، وأخرجه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في طبعة صحيحة منقحة.