(ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (١).
ولكن هل خلت فترة الوحي المتتابع من الجدل والنقاش.؟ الحقيقة أنه كان هناك جدل مع المشركين عبدة الأوثان (٢).
وجدل مع هؤلاء الكافرين عباد الشمس والقمر والكواكب والنجوم (٣) وجدل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى (٤).
جادل الرسول صلىاللهعليهوسلم كل هذه الطوائف ، وأمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم الرفق بهم والحسن من مناقشتهم.
قال تعالى : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (٥).
وقال تعالى : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٦).
وقال تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٧).
وبعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، افترقت الأمة الإسلامية وتباينت إلى شيع وأحزاب ، ودخلوا في فتنة عمياء كما أخبر الرسول صلىاللهعليهوسلم : «ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي» (٨) إلخ.
__________________
(١) سورة الأحزاب آية ١ رقم ٣٦.
(٢) قال تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) سورة البقرة آية رقم ١٧.
(٣) قال تعالى : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَ) فصلت آية رقم ٢٧.
(٤) قال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) التوبة آية رقم ٣٠.
(٥) سورة النحل آية رقم ١٢٥.
(٦) سورة النحل آية رقم ١٢٥.
(٧) سورة العنكبوت آية رقم ٤٦.
(٨) الحديث رواه الإمام مسلم في إيمان ١٨٦ وأبو داود في الفتن ٢ والترمذي في الفتن ٣ ، وابن ماجه في الفتن ١٠ وأحمد بن حنبل في مسنده ٤ ج ١ ص ١٨٩.