والمناقشات البيزنطية؟ نعتقد أن هذا لن يكون ، لأن الجدل في جبلة الإنسان
__________________
ج ـ جدل الخوارج :
لما قتل الخوارج عبد الله بن خباب بن الأرت ، أرسل إليهم علي أن أسلموا قاتل عبد الله ابن خباب ، فأرسلوا إليه إنا كلنا قتله ، ولئن ظفرنا لقتلناك ، فأتاهم علي في جيشه ، وبرزوا إليه بجمعهم فقال لهم قبل القتال ما ذا نقمتم مني ..؟
فقالوا أول ما نقمنا منك أنا قاتلنا بين يديك يوم الجمل ، فلما انهزم أصحاب الجمل أبحث لنا ما وجدنا في عسكرهم من المال ، ومنعتنا من سبي نسائهم وذراريهم. فكيف استحللت ما لهم دون النساء والذرية ..؟
فقال : إنما أبحت لكم أموالهم بدلا عما كانوا أغاروا عليه من بيت مال البصرة قبل قدومي عليهم. والنساء والذرية لم يقاتلونا.
وكان لهم حكم الإسلام ، بحكم دار الإسلام ، ولم يكن منهم ردة عن الإسلام ، ولا يجوز استرقاق من لم يكفر ، وبعد لو أبحت لكم النساء أيكم يأخذ عائشة أم المؤمنين في سهمه ..؟
فخجل القوم من هذا ثم قالوا له :
نقمنا عليك محو إمرة أمير المؤمنين عن اسمك في الكتاب بينك وبين معاوية لما نازعك معاوية في ذلك.
فقال : فعلت مثل ما فعل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يوم الحديبية حين قال سهيل بن عمرو : لو علمت أنك رسول الله ما نازعتك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، فكتب هذا ما صالح عليه محمد ابن عبد الله وسهيل بن عمرو.
وأخبرني رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم أن لي منهم يوما مثل ذلك ، فكانت قصة في هؤلاء الأبناء قصة رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع الآباء.
فقالوا له : فلم قلت للحكمين فإن كنت أهلا للخلافة فأثبتاني ، فإن كنت في شك في خلافتك فغيرك بالشك أولى.
فقال : إنما أردت بذلك النصفة لمعاوية. ولو قلت للحكمين احكما لي بالخلافة لم يرض بذلك معاوية ، وقد دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم نصارى نجران إلى المباهلة. وقال لهم :
«تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ، ونساءنا ونساءكم ، وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين».
فأنصفهم بذلك من نفسه ، ولو قال : أبتهل فأجعل لعنة الله عليكم لم يرض النصارى بذلك ، لذلك أنصفت أنا معاوية من نفسي ، ولم أدر غدر عمرو بن العاص.
قالوا : فلما حكمت الحكمين في حق كان لك ..؟
فقال : وجدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ، ولو شاء لم يفعل ، وأقمت أنا أيضا حكما لكن حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حكم بالعدل ، وحكمي خدع حتى كان من الأمر ما كان ، فهل عندكم شيء سوى هذا ..؟
فسكت القوم. وقال أكثرهم. صدق والله ، وقالوا : التوبة.