السِّوَاك والمِضْوَاز ـ المِسْواك والضُّوَازة ـ النُّفَاثةُ منه* أبو حنيفة* من الشجر الطيِّبِ الذى يُتَّخَذ منه السُّوْك البَشَامُ الواحدة بَشَامةٌ ـ وهو شجَرٌ طيِّب الرِّيح والطَّعْمِ ذو ساقٍ وأفنانٍ شَكِعةٍ ـ أى كَزَّة غيرِ سَبْطة وورقٍ صِغَار أكبَرَ من ورَق الصَّعْتر ولا ثمرَ له واذا قُطِعتْ أو قُصِفَ هُرِيق لبَنا أبيضَ والبَكَا واحدتُه بَكَاةٌ وهى مثلُ البَشَامةِ ومنه الاسْحِل واحدته إسْحِلَة ـ وهو شجَرٌ يشْبِه الاثْلَ ولا يكادُ يُفرقُ بينهما وهو أشدُّ استِواءَ عِيدانٍ وألطفُ من البَشَام وهو بطُولُ ولونُه غيرُ لونِ الأَراكِ أخضَرُ الى البَياض وقُضْبانُ الاسْحِل سُمْرٌ الى السَّواد وخَشَب الاسْحِل أصْلَبُ من خَشب الأراك ولذلك اتَّخِذت منه الرِّحَال دُونَ الأَراكِ لأن الأراكَ خَوَّار قَصِفٌ وقيل الاسْحِل من العِضاه ومنها اليَسْتَعُور ـ وهو أشَدُّ المَسَاوِيك إنْقاءً للثَّغْر وتَبْيِيضا له مَسَاوِيكُ وفيها شئٌ من مَرَارة مع لِينٍ وقد تقدم أنه المِسْحُ الذى يُلْقَى على عَجُز البعيرِ وأنه موْضِع وبيّن وجه تعليله ومن أينَ لم يُحْكَمْ على يائِه وتائِه بالزيادة وحُكِم عليهما بالأصل
الرَّياحِينُ وسائرُ النَّبات الطيِّب الرّيح
* أبو حنيفة* كلُّ نَبْتةٍ طيِّبةِ الريح رَيْحانةٌ وأنشد أبو على
برَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ |
|
لها أرَجٌ ما حَوْلَها غيْرُ مُسْنِتِ |
والجمع رَيْحانٌ وياؤه منقلِبةَ عن واو على جهة المُعاقَبة وقد يجوز أن يكون فَيْعَلَانًا وان كان لم يُستَعْمل فيكون كهَيْن ومَيْت لأن معنَى الرِّيح فيه قائِمٌ* صاحب العين* الرَّيْحانُ ـ أطْرافُ كلِّ بَقْلة طيِّبةِ الرِّيح اذا خَرجَ عليها أوائِلُ النَّوْر والطَّاقةُ من الرَّيحان رَيحانةٌ والسَّرِير ـ أطرَافُ الرَّيَاحِين والسُّرُور منها ومن جميع النَّباتِ ـ أنصافُ سُوقِه العُلَى* أبو حنيفة* أفْواهُ الرَّياحينِ ـ ما ادُّخِر منها وأُعِدَّ للطيبِ الواحدُ فُوه وأصل الأفواهِ الأصْناف والأنواعُ وان كان الطيب قد شُهِر به وأنشد
تردَّيتَ مِن أفْواهِ نَوْرٍ كأنَّها |
|
زَرَابِىُّ وارتَجَّتْ عليكَ الرَّواعِبُ (١) |
ومِسْك البَرِّ ـ رَيْحانةٌ نَباتُها نباتُ القَفْعاء ولها زَهْرة مثلُ زَهْرة المَرْو ومن
__________________
(١) قلت لقد حرف أبو حنيفة هنا أربع تحريفات يقبح مثلها من مثله فى بيت ذى الرمة هذا وقلده ابن سيده فى محكمه ومخصصه وقلدهما صاحب لسان العرب والتحريفات هى قوله أفواه وقوله كأنها وقوله ارتجت وقوله الرواعب والصواب فى الرواية ألوان وكأنه وانهلَّت والرَواعد وأصاب صاحب اللسان فى روايته الرواعد وأخطأ فى روايته عليها كخطأ ضم التاء من تردّيت لانها تاء مخاطب فحقيقة رواية البيت هكذا تردّيت من ألوان نوركانه الخ وبعده ومعنى البيت الدعاء لرسم دار خرقاء بالخصب وانهلال السحائب الرواعد والقصيدة دالية لا بائية بدليل السوابق واللواحق قال فيها وهو مطلع القصيدة
ألا أيها الرسم الذي عبر البلا |
|
كاتك لم بعهد بك الخي عاهد |
ولم يمش مشى الادم في رونق الضحى |
|
برجرعائك البيض الحسان الحرائد |