وقال ابن النّجّار : سمعت عبد الرّزّاق بن عبد القادر يقول : ولد لوالدي تسع وأربعون ولدا ، سبعة وعشرون ذكرا ، والباقي إناث (١).
وقال : كتب إليّ عبد الله بن أبي الحسن الجبّائيّ قال : كنت أسمع كتاب «الحلية» على ابن ناصر ، فرقّ قلبي ، وقلت في نفسي : اشتهيت أن أنقطع عن الخلق وأشتغل بالعبادة. ومضيت فصلّيت خلف الشّيخ عبد القادر ، فلمّا صلّى جلسنا ، فنظر إليّ وقال إذا أردت الانقطاع ، فلا تنقطع حتّى تتفقّه ، وتجالس الشّيوخ ، وتتأدّب ، وإلّا تنقطع وأنت فريخ ما ريّشت (٢).
قال ابن النّجّار : أخبرني أبو عبد الله محمد بن سعيد الشّاهد ، عن عبد الوهّاب ابن الشّيخ عبد القادر قال : سمعت أبا الثّناء بن أبي البركات النّهر ملكيّ يقول : قال لي صديق لي : قد سمعت أنّ الشّيخ عبد القادر لا يقع على ثيابه الذّباب. فقلت : ما لي علم بهذا. ثمّ بكّرنا يوم الجمعة ، وحضرنا مجلسه ، فالتفت إليّ وإليه وقال : أيش يعمل الذّباب عندي ، لا دبس الدّنيا ، ولا عسل الآخرة (٣).
قال : وأنبأنا أبو البقاء عبد الله بن الحسين الحنبليّ : سمعت يحيى بن نجاح الأديب يقول : قلت في نفسي : أريد أحصي كم يقصّ الشّيخ عبد القادر شعرا من التّوّاب. فحضرت المجلس ومعي خيط ، فكلّما قصّ شعرا عقدت عقدة تحت ثيابي ، من الخيط ، وأنا في آخر النّاس ، وإذا به يقول : أنا أحلّ ، وأنت تعقد؟! (٤).
قال : وسمعت شيخ الصّوفيّة عمر بن محمد السّهرورديّ يقول : كنت
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٤٧ ، فوات الوفيات ٢ / ٣٧٤.
(٢) زاد ابن النجّار : «فإن أشكل عليك شيء من أمر دينك تخرج من زاويتك وتسأل الناس عن أمر دينك؟ ما يحسن صاحب الزاوية أن يخرج من زاويته ويسأل الناس عن أمر دينه! ينبغي لصاحب الزاوية أن يكون كالشمعة يستضاء بنوره».
(٣) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٤٨.
(٤) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٤٨.