ربّي شيئا ، فلمّا أن رجعت نادى مناد من وراء الحاجب : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ ، فاستوص به خيرا » (١).
و ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش :
يا محمّد ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ » (٢).
ز ـ روى أبو الطفيل عامر بن وائلة قال : كنت على الباب يوم الشورى ، فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت عليّا يقول : « بايع النّاس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت ، مخافة أن يرجع النّاس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسّيف ، ثمّ بايع النّاس عمر وأنا والله أولى منه ، وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع النّاس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسّيف ، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن أسمع واطيع ، إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم ، لا يعرف لي فضلا عليهم في الصّلاح ، ولا يعرفونه لي ، كلّنا فيه شرع سواء ، وأيم الله لو أشاء أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم ، ولا المعاهد منهم ولا المشرك ، ردّ خصلة منها ، لفعلت ».
ثمّ قال : « نشدتكم الله أيّها النّفر جميعا ، أفيكم أحد أخو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غيري؟ » ، قالوا : اللهمّ لا (٣).
وحكى هذا الحديث أمرا بالغ الأهمّية ، وهو إقدام الشيخين على الاستيلاء على الخلافة ، وتجاهلهما لمقامه عليهالسلام مع علمهما أنّه أحقّ بالأمر وأولى بها منهما ، خصوصا عمر ، فقد تجاهل فضله بالمرّة فقرنه بأعضاء الشورى الذين لم يكن فيهم أحد يساوي مركزه ، فهو أخو النبيّ ، وصاحب المواقف المشهودة يوم بدر واحد
__________________
(١) كنز العمّال ٣ : ١٦١.
(٢) المصدر السابق : ١٦٢.
(٣) المصدر السابق ٥ : ٧٢٥.