فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له » (١).
حكى هذا الحديث الشريف لزوم التمسّك بالعترة الطاهرة فإنّ فيه نجاة للامّة وسلامة من الغرق في متاهات هذه الحياة ، فأهل البيت عليهمالسلام سفن النجاة وأمن العباد ، يقول الإمام شرف الدين نضّر الله مثواه :
وأنت تعلم أنّ المراد من تشبيههم عليهمالسلام بسفينة نوح أنّ من لجأ إليهم في الدارين فأخذ فروعه واصوله عن أئمّتهم نجا من عذاب النار ، ومن تخلّف عنهم كان كمن أوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله غير أنّ ذاك غرق في الماء ، وهذا في الحميم ، والعياذ بالله.
والوجه في تشبيههم عليهمالسلام بباب حطّة هو أنّ الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله ، والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة. هذا وجه الشبه ، وقد حاول ابن حجر إذ قال ـ بعد أن أورد هذه الأحاديث وغيرها من أمثالها ـ :
ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم ، وعظّمهم شكرا لنعمة شرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ إلى أن قال ـ : « وباب حطّة » يعني وجه تشبيههم بباب حطّة ، أنّ الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدّس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الامّة مودّة أهل البيت سببا لها (٢).
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ١٦٨. المستدرك ٢ : ٤٣. تاريخ بغداد ٢ : ١٢٠. الحلية ٤ : ٣٠٦.
الذخائر : ٢٠.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٩. كنز العمّال ٦ : ١١٦. وفي فيض القدير ٦ : ٢٩٧. ومجمع الزوائد ٩ : ١٧٤ : إنّ النبيّ قال : « النجوم أمان لأهل الأرض ، وأهل بيتي أمان لأمّتي ».