وفرض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مودّة أهل بيته على امّته ، وجعل التمسّك بهم أمان لها من الهلاك ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« النّجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لامّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » (١).
وأعلن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في كثير من أحاديثه أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم سلم لمن سالم أهل بيته ، وحرب لمن حاربهم ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : « أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم » (٢).
وروى أبو بكر قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو متّكئ على قوس عربية وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فقال : « معاشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، ووليّ لمن والاهم ، لا يحبّهم إلاّ سعيد الجدّ ، ولا يبغضهم إلاّ شقيّ الجدّ رديء الولادة » (٣).
ومعنى الحديثين أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل أهل بيته بمنزلة نفسه ، فهو سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم.
__________________
(١) الرياض النضرة ٢ : ٢٥٢ ، وقريب منه في صحيح الترمذي ٢ : ٣١٩. سنن ابن ماجة ١ : ٥٢.
(٢) مسند أحمد ١ : ٧٧. صحيح الترمذي ٢ : ٣٠١ ، حدّث بهذا الحديث نصر بن عليّ في أيام المتوكّل فنقل : فأمر بضربه ألف سوط فكلّمه فيه جعفر بن عبد ، وقال له : إنّه من أهل السنّة حتى عفا عنه ـ تهذيب التهذيب ١٠ : ٤٣.
(٣) فرائد السمطين ٢ : ٤٠ ، ح ٣٧٣. شرح الأخبار ٣ : ٥١٥.