والله لن يصلوا
إليك بجمعهم |
|
حتّى أوسّد في
التّراب دفينا (١) |
وحكت هذه الأبيات إيمانه العميق بالإسلام ووقوفه إلى جانب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحمايته لدعوته ، وأنّ القوى المعادية له مهما بذلت من جهد فإنّها لن تستطيع أن تصدّه عن إشاعة مبادئه وتبليغ رسالة ربّه.
وقد صمّم أبو طالب على حماية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والذبّ عنه بجميع طاقاته ، وقد خاطب القرشيّين قائلا :
كذبتم وبيت الله
نخلي محمّدا |
|
و لمّا نطاعن
دونه ونناضل |
وننصره حتّى
نصرّع حوله |
|
ونذهل عن
أبنائنا والحلائل (٢) |
ومعنى ذلك أنّه لا يخلي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يترك قريشا تعتدي عليه ، وسيدافع عنه حتّى يصرع هو وأهل بيته دونه.
لقد هام أبو طالب في ولائه للنبيّ ، وملك عواطفه ومشاعره ، وهو القائل فيه :
وأبيض يستسقى
الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى
عصمة للأرامل |
وقد وقع هذا البيت في نفس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم موقعا عظيما ، ويقول الرواة : إنّ أهل المدينة أصابهم قحط شديد فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصعد المنبر فاستسقى ، فما لبث أن جاء من المطر ما خشي منه أهل المدينة من الغرق ، فشكوا ذلك إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « اللهمّ حوالينا ولا علينا » ، فانجاب السحاب عن
__________________
(١) أسنى المطالب في نجاة أبي طالب : ٢٥.
(٢) المغازي ـ الواقدي ١ : ٧٠.