قال : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٦٧) : الأخلّاء من باب الخلال (١) ، الواحد خليل ، والجماعة أخلّاء. [استثنى من الأخلّاء المتّقين فقال : إلّا المتّقين منهم فإنّهم ليسوا بأعداء بعضهم لبعض] (٢).
قوله : (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) : يقوله يوم القيامة (وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) (٧٠) تفسير الكلبيّ : تكرمون. وتفسير الحسن : تفرحون.
قال : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ) : أي يغدى عليهم بها ، في كلّ واحدة منها لون ليس في صاحبتها ، يأكل من آخرها كما يأكل من أوّلها ، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أوّلها ، لا يشبه بعضها بعضا ، ويراح عليهم بمثلها. ويطوف على أرفعهم درجة كلّ يوم سبعمائة ألف غلام ، مع كلّ غلام صحفة من ذهب فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها ، يأكل من آخرها كما يأكل من أوّلها ، ويجد طعم أوّلها كما يجد طعم آخرها ، ولا يشبه بعضه بعضا.
قال : (وَأَكْوابٍ) : والكوب : المدوّر ، القصير العنق ، القصير العروة ، والإبريق : المستطيل ، الطويل العنق ، الطويل العروة.
قال : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) : أي ما خطر على بالهم شيء أتاهم من غير أن يدعوه ، وإنّ أحدهم ليكون الطعام في فيه فيخطر على باله طعام آخر فيتحوّل ذلك الطعام في فيه. قال : (وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
ذكروا أنّ كعبا قال : إنّ الملك يأتي من عند الله إلى وليّ الله فيستأذن عليه فيقول وليّ الله : ائذنوا له ، فيؤذن له ، حتّى ينتهي إليه وبين أصبعه سبعون حلّة خير من الدنيا وما فيها ، فينظر وليّ الله فيقول : لقد أعطاني الله ما اشتهت نفسي ولذّت عيني ، ما رأيت في الجنّة مثل هذا ، فيقول له الملك : أبشر ، كان يكون لك مثل هذا إن اشتهيت ، فيقول : نعم. فيقول الملك لمن حوله من الشجر : أنا
__________________
(١) في ق وع : «من الخلل» ، والصحيح ما أثبتّه : «خلال» ، يقال : خاللت الرجل مخالّة وخلالا. «والخلّة : الصداقة والمحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خلاله أي في باطنه». والخلال في قوله تعالى : (يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) [إبراهيم : ٣١] إمّا مصدر ، وإمّا جمع خلّة. انظر : اللسان (خلل).
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٣١٧.