وقال الكلبيّ : هم المنافقون ، وكانوا يكثرون على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلّ يوم ويقولون : أتيناك يا رسول الله بالذراري والأموال مسلمين ، وإنّما يأتيك من يأتيك على رحالهم ، فلنا عليك حقّ بإسلامنا وإقبالنا عليك بالذراري ، وأكثروا في ذلك وقال تعالى : (قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ ، أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ). كانوا يحلفون بالله إنّهم لمؤمنون وليسوا بمؤمنين. قال الكلبيّ : وهي متّصلة بالقصّة الأولى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا ..). إلى قوله : (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ).
قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : كقوله : (يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [النمل : ٢٥] أي : يعلم السرّ في السماوات والأرض. (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١٨).
* * *