ذكروا عن يحيى بن كثير عن رجاء بن حيوة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّما أخاف على أمّتي حيف الأئمّة والتصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر (١).
ذكروا عن أبي العجاج الأزديّ قال : قلت لسلمان الفارسيّ : ألا تخبرني عن القدر وعن الإيمان بالقدر؟ قال : تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ولا تقل : لو لا كذا لم يكن كذا.
قوله عزوجل : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (٥٠) : كقول الله عزوجل : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) [النحل : ٧٧] أي : بل هو أقرب. تفسير الحسن : أي إذا جاء عذاب كفّار آخر هذه الأمّة بالنفخة الأولى.
قوله عزوجل : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) : أي الذين على دينكم ومنهاجكم ، يقوله للمشركين : أي من أهلك من الأمم السالفة. (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٥١) : أي من متفكّر ، يخوّفهم العذاب ويحذّرهم.
قوله عزوجل : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) (٥٢) : أي في الكتب ، أي : قد كتب عليهم. (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (٥٣) : أي مكتوب مسطّر.
قوله عزوجل : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) (٥٤) : يعني جميع الأنهار ، كقولهعزوجل : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [الحاقّة : ١٧] يعني بالملك جماعة الملائكة. وكقوله : (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (١٦) [النحل : ١٦] يعني جماعة النجوم. وكقوله : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) [النور : ٤١] يعني جماعتها. وأنهار الجنّة تجري في غير أخدود : الماء والعسل واللبن والخمر ، وهو أبيض كلّه. فطين النهر مسك أذفر ، ورضراضه الدرّ والياقوت ، وحافاته قباب اللؤلؤ.
قال تعالى : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥) : أي عند الله (٢). أي : إنّ الجنّة في السماء والنار في الأرض.
__________________
ـ (رقم ٢٥٣٢) وأوّله : ثلاثة من أصل الإيمان.
(١) حديث صحيح أخرجه الطبرانيّ عن أبي أمامة.
(٢) كذا في ق وع ، وفي ز ورقة ٣٤٧ : «يعني نفسه تبارك وتعالى».