وتفسير الحسن : حاجز من الخلق لا يبغيان عليهم فيغرقانهم ، وهو محبوس. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما) : أي نعماء ربّكما (تُكَذِّبانِ) (٢١).
قوله عزوجل : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٢٢) : قال بعضهم : اللؤلؤ : الكبار ، والمرجان الصغار. ذكر ذلك عن سعيد بن جبير وغيره.
وقال مجاهد : المرجان ما عظم من اللؤلؤ. وقال الكلبيّ : اللؤلؤ هو اللؤلؤ البسّذ (١). يعني العزل (٢).
فمن فسّر بتفسير الكلبيّ فهو يقول : يخرج منهما ، أي : من البحرين المالحين بحر فارس وبحر الروم ، أي يخرج من بحر فارس اللؤلؤ ، ويخرج من بحر الروم العزل. ومن جعلهما من صغار اللؤلؤ فهو يقول : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا) أي : من أحدهما ، أي : لا يعدوهما. كقوله تعالى : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) [الأنعام : ١٣٠] يعني من الإنس. وقال في آية أخرى : (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) [الفرقان : ٥٣]. وقال : (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) (٥٨) [الرحمن : ٥٨]. أي : صفاء الياقوت في بياض المرجان. قال : (فَبِأَيِّ آلاءِ) : أي نعماء (رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٢٣).
قال تعالى : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٢٤) : يعني السفن التي عليها شرعها ، وهي القلوع (٣). والأعلام : الجبال. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٢٥).
قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها) : أي على الأرض (فانٍ) (٢٦) : كقوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥] أي : تموت. أي : يموت أهل الأرض وأهل السماء. (وَيَبْقى وَجْهُ
__________________
(١) في ق وع : «السند» ، وفي الكلمة تصحيف صوابه ما أثبتّه : «البسّذ». واللفظة غير عربيّة. انظر : الجواليقي ، المعرّب ، ص ٣٧٧ ، تعليق : ٣. واللسان : (بسذ) ، ويرى محقّق المعرّب أنّ الكلمة ، كلمة المرجان ، عربيّة.
(٢) كذا في ق وع : «يعني العزل» ، ولم أهتد لوجه الصواب في الكلمة إن كان بها تصحيف.
(٣) في تفسير مجاهد : (الْمُنْشَآتُ) : ما قد رفع قلعه من السفن ، فأمّا ما لم يرفع قلعه فليس بمنشإ ، يعني شراعه». وقد وردت في ع كلمة : «القلوع» هكذا بالواو ، جمعا لقلع ، ولم أجد هذا الجمع فيما بين يديّ من كتب اللغة ، والصحيح أنّ جمعها قلاع ، وقلع. وقد سقطت الآية وتفسيرها من ق ، وهو سهو من ناسخ المخطوطة ولا شكّ.