قوله عزوجل : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ) : أي يحبّون ، من المودّة والمحبّة (مَنْ حَادَّ) : أي من عادى (اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ).
تفسير الحسن : إنّهم المنافقون يوادّون المشركين.
وتفسير الكلبيّ : إنّ هذا نزل في أمر حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى أهل مكّة ينذرهم خروج النبيّ عليهالسلام إليهم (١) ؛ وتفسيره في سورة الممتحنة (٢).
قال تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ) : أي جعل (فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) : وهم المؤمنون الذين لا يوادّون المشركين. قال تعالى : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) : وقد فسّرنا أمرها في غير هذا الموضع.
قال : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) : أي بأعمالهم (وَرَضُوا عَنْهُ) : أي بثوابه إيّاهم.
(أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) : أي جند الله (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ) : أي جند الله (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٢) : أي السعداء ، وهم أهل الجنّة ، صاروا إلى دار القرار ، ودار السعادة ، ودار الخلود ؛ فطوبى لهم.
* * *
__________________
(١) وهذا ما ذهب إليه الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ١٤٢.
(٢) انظر قصّته في تفسير الآيات الأولى من سورة الممتحنة الآتية بعد سورة الحشر. والحقّ أنّ الآية عامّة في كلّ من يوادّ المشركين أو العصاة الذين يحادّون الله ويجاهرون بمعاصيهم في كلّ زمان ومكان.