عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : أنا أحمد وأنا محمّد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ، وأنا العاقب (١) ، يعني الآخر.
قال الله عزوجل : (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : أي بالإنجيل (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٦).
قال الله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) : أي لا أحد أظلم منه. (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٧) : أي المشركين الذين يلقون الله بشركهم.
قال : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) : أي بتكذيبهم وبقتالهم. ونوره القرآن والإسلام ، أرادوا أن يطفئوه حتّى لا يكون إيمان ولا إسلام (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٨).
قوله : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ) : أي الإسلام (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٩) : تفسير الحسن : حتّى تدين له الأديان كلّها ويحكم على أهل الأديان كلّها. وتفسير ابن عبّاس حتّى يظهر النبيّ على الدين كلّه] (٢) أي على سائر شرائع الأديان كلّها. فلم يقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى أتمّ الله له ذلك كلّه.
ذكروا عن سليم بن عامر الكلاعي (٣) قال : سمعنا المقداد بن الأسود يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يبقى أهل مدر ولا وبر إلّا أدخله الله الإسلام بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل ، إمّا يعزّهم فيجعلهم من أهله ، وإمّا يذلّهم فيدينون له.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الأنبياء إخوة لعلّات ، أمّهاتهم شتّى وأبوهم
__________________
(١) حديث متّفق على صحّته ، أخرجه البخاريّ في كتاب التفسير ، سورة الصفّ. وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب في أسمائه صلىاللهعليهوسلم ، (رقم ٢٣٥٤) وأوّله : أنا محمّد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي». وجاء في آخره : «والعاقب الذي ليس بعده نبيّ» ، كلاهما يرويه من طريق محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه.
(٢) سقط ما بين المعقوفين من ق وع فأثبتّه من مخطوطة ابن سلّام القطعة ١٨٠.
(٣) جاء في ق وع : «ذكروا عن سلمان عن عامر الكندي» ، وهذا خطأ صوابه ما أثبتّه من ز ، ورقة ٣٦١ ، ومن مخطوطة ابن سلّام.