قال عزوجل : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (٧) : أي إنّهم ضلّال عن سبيل الهدى ، وإنّك وأصحابك مهتدون. (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) (٨) إنّهم كانوا يريدون أن يترك النبيّ عليهالسلام ما جاء به.
قال عزوجل : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (٩) : قال الحسن : ودّوا لو تدع هذا الأمر الذي بعثت به فيدعونه. [وتفسير بعضهم يقول : لو تداهن في دينكم فيداهنون في أديانهم. كانوا أرادوه على أن يعبد الله سنة ويعبد هو آلهتهم سنة] (١).
قوله عزوجل : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ) : أي مكثار في الشرّ (مَهِينٍ) (١٠) : أي ضعيف في الخير (هَمَّازٍ) : أي يهمز الناس بلسانه وعينه ، أي يغتابهم (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (١١) : أي يفسد ذات البين (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) : أي يمنع حقّ الله عليه ، في تفسير الحسن. وقال بعضهم : منّاع للإسلام. وتفسير مجاهد : (مَهِينٍ) : ضعيف القلب. وتفسير الكلبيّ : (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) يمنع نفسه وقرابته أن يتّبعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قوله : (مُعْتَدٍ) : من الاعتداء ، أي : ظالم (أَثِيمٍ) (١٢) : أي آثم.
قوله عزوجل : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ) : والعتلّ الفاحش ، (بَعْدَ ذلِكَ) أي : مع ذلك ، كقول الرجل : وهو مع ذلك كذا وكذا ، وهو واحد. (زَنِيمٍ) (١٣) : والزنيم في تفسير الحسن : اللئيم الضريبة ، يعني الطبيعة. ذكروا عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : الزنيم : الدعيّ. قال الشاعر :
زنيم تداعاه الرجال زيادة |
|
كما زاد في عرض الأديم الأكارع (٢) |
__________________
ـ أي الذي فتن بالجنّة ، والباء زائدة كما قال الراجز : نضرب بالسيف ونرجو بالفرج ، أي : ونرجو الفرج. وأورد أبو عبيدة الشطر الأوّل من الرجز هكذا : نحن بنو جعدة أصحاب الفلج .... وقال الفرّاء : (الْمَفْتُونُ) هاهنا بمعنى الجنون ، وهو في مذهب الفتون ، كما قالوا : ليس له معقول رأي». وقال ابن الأنباريّ في البيان في إعراب غريب القرآن ، ج ٢ ص ٤٥٣ (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) أي : بأيّكم الفتنة ، كما يقال : ما له معقول ، أي : عقل. وقيل : الباء في (بِأَيِّكُمُ) زائدة ، وتقديره : أيكم المفتون ، أي : المجنون».
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٦٨. وقال الفرّاء : «يقال : ودّوا لو تلين في دينك فيلينون في دينهم. وقال بعضهم : ودّوا لو تكفر فيكفرون : أي فيتّبعونك على الكفر».
(٢) نسب هذا البيت لشاعر جاهليّ يدعى الخطيم التميمي ، وقيل : إنّه لحسّان بن ثابت ، انظر اللسان : (زنم).