ذكروا عن محمّد بن عبد الرحمن قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قرأ يرتّل ويفسّر (١).
ذكروا عن صالح مولى التوأمة قال : كان ابن عبّاس يقرأ الآية ثمّ يسكت كقدر ما أعلمتك ، ثمّ يقرأ الآية الأخرى. وكان جارا لي ؛ فقلت : لم كان يفعل هذا؟ قال : من أجل تأويل القرآن.
ذكروا عن أبي حمزة قال : قلت لابن عبّاس : إنّني رجل خفيف القراءة أهذرم القراءة. فقال : لأن أقرأ سورة البقرة وأرتّل وأرسل فيها وأتدبّرها أحبّ إليّ من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة (٢).
قوله عزوجل : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (٥) : قال بعضهم : فرائضه وحدوده والعمل به (٣).
قوله عزوجل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) : أي قيام الليل. ذكر بعضهم قال : ما كان بعد العشاء فهو من ناشئة الليل. وذكر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : ناشئة الليل قيامه ، وهي بلغة الحبش. فإذا قام الرجل قالوا : قد نشأ فلان. وفي تفسير مجاهد : أيّ ساعة تهجّد فيها متهجّد من الليل فهي ناشئة (٤).
قوله عزوجل : (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) : وهي تقرأ على وجهين : (وَطْئاً) مفتوحة الواو مقصورة ، و (وطاء) مكسورة الواو ممدودة ، فمن قرأها : (وَطْئاً) بفتح الواو فتفسيرها عند بعضهم :
__________________
(١) روى البخاريّ عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : كان يمدّ مدّا ، إذا قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يمدّ بسم الله ، وبمدّ بالرحمن ويمدّ بالرحيم. وروى الترمذيّ عن أمّ سلمة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقطع قراءته يقول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ثمّ يقف ، (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثمّ يقف. وانظر في ذيل تفسير ابن كثير ، فضائل القرآن ، الترتيل في القراءة ، تفسير ابن كثير ، ج ٧ ص ٤٩٨.
(٢) الهذرمة في الكلام أو في القراءة السرعة فيهما ، وقيل : هو التخليط أيضا. انظر الزمخشريّ ، الفائق في غريب الحديث ، وانظر اللسان : (هذرم).
(٣) كذا في ق وع وز ، وهو قول لقتادة. وقال الفرّاء في المعاني ج ٣ ص ١٩٧ : «أي : ليس بالخفيف ولا السفساف لأنّه كلام ربّنا تبارك وتعالى».
(٤) قال الزمخشريّ في الكشّاف ، ج ٤ ص ٦٣٨ : (ناشِئَةَ اللَّيْلِ) النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي : تنهض وترتفع ، من نشأت السحابة إذا ارتفعت ، ونشأ من مكانه ونشز إذا نهض ... وقيام الليل ، على أنّ الناشئة مصدر من نشأ إذا قام ونهض ، على فاعلة : كالعاقبة ... وقيل : هي ساعات الليل كلّها ، لأنّها تحدث واحدة بعد أخرى. وقيل : الساعات الأولى منه».