قال تعالى : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (٧) : [على ما أوذيت] (١).
قال : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (٨) : أي : فإذا نفخ في الصور ، والصور : قرن ينفخ صاحب الصور فيه الأرواح فينطلق كلّ روح إلى جسده حتّى يدخل فيه ، فيقومون فيجيبون إجابة رجل واحد قال تعالى (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) (٩) كقوله (يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) (٨) [القمر : ٨] أي : عسير.
(عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠) : أي ليس لهم من يسره شيء ، وإنّما يسره للمؤمنين. ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما طول يوم القيامة على المؤمن إلّا كرجل دخل في الصلاة المكتوبة فأتمّها فأحسنها وأجملها (٢).
قوله عزوجل : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) (١١) : أي خلق كلّ إنسان وحيدا ، وعنى به في هذا الموضع الوليد بن المغيرة ، وهذا وعيد له.
(وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً) (١٢) : أي واسعا (وَبَنِينَ شُهُوداً) (١٣) : يعني حضورا معه في مكّة لا يسافرون. وكان له اثنا عشر ولدا ذكورا رجالا (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) (١٤) : أي بسطت له في الدنيا بسطا.
قال تعالى : (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) (١٥) : قال بعضهم : فلم يزده بعد هذه الآية شيئا.
تفسير الحسن : (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) أي : أن أدخله الجنّة. أي : لقول المشرك (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) [فصّلت : ٥٠] أي : للجنّة إن كانت جنّة. وكقوله : (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) (٣٦) [الكهف : ٣٦]. وكقوله : (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٧٧) [مريم : ٧٧] أي : في الجنّة إن رددتّ إلى ربّي كما تقولون. قال الله : (كَلَّا) : أي : لا ندخله الجنّة ، وليس له فيها المال والولد. (إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً) (١٦) : أي معاندا لها ، جاحدا بها.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) (١٧) : ذكروا عن الحسن وغيره قال : عذابا لا راحة فيه (٣). ذكروا
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٧٧.
(٢) انظر ما سلف في هذا الجزء ، تفسير الآية ٧٠ من سورة الزمر.
(٣) كذا في ق وع ، وفي ز : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) أي : سأحمله على مشقّة من العذاب».