في سورة البقرة : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٢٨) [البقرة : ٢٨] ، أي : كنتم أمواتا في أصلبة آبائكم ، أي : نطفا ، (فَأَحْياكُمْ) : هذه الحياة ، (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) : يعني البعث ، (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
قال تعالى : (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) (٢٣) : أي لمّا يصنع ما أمره ، يعني هذا الإنسان المشرك والمنافق لم يصنعا ما أمرهما الله به.
ثمّ ضرب مثلا آخر فقال : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) (٢٤) : أي من أيّ شيء خلقه. قال تعالى : (أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) (٢٥) : يعني المطر (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) (٢٦) : أي للنبات (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً) (٢٨) : وهي الفصافص (١).
(وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً) (٣٠) : قال الحسن : أي نخلا كراما ، وهي الطوال الكرام. وقال الكلبيّ : (وَحَدائِقَ غُلْباً) أي : شجرا طوالا غلاظا.
قال تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) (٣١) : وهذا الذي ذكر من الفاكهة. قال الحسن : الفاكهة : ما تأكلون ، والأبّ : ما تأكل أنعامكم. وتفسير الكلبيّ : الأبّ : الكلأ. قال تعالى : (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٢) : أي تستمتعون به ، أي : تأكلونه رزقا لكم إلى الموت.
قال : (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) (٣٣) : وهي اسم من أسماء القيامة ، أصاخ لها الخلق من الفرق. وقال في آية أخرى : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) (١٠٨) [طه : ١٠٨]. وقال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨) [النبأ : ٣٨].
قال عزوجل : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣٧) : أي يشغله.
ذكروا أنّ عائشة قالت : يا رسول الله ، كيف يحشر الناس يوم القيامة؟ قال : يحشرون عراة.
__________________
(١) في كتب التفسير واللغة : القضب : النبات الرطب ، وهو ما يقضب ، أي يقطع ويؤكل رطبا أخضر. والفصافص نوع منه ، ويسمّى القت عند أهل مكّة. ومنه القصيل أيضا ، وهو الزرع يقتصل أي يقتطع ليّنا رطبا أخضر. انظر : اللسان (قضب) و (قصل).