[المطفّفين : ٢١] يشهدون نسخه في الدنيا ويشهدون على العبد يوم القيامة أنّه عمله. وقال في سورة ق : (وَقالَ قَرِينُهُ) أي الملك الذي يكتب عمله (هذا ما لَدَيَ) أي عندي ، أي : ما كتبت عليه (عَتِيدٌ) (٢٣) [سورة ق : ٢٣] أي حاضر. قال : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ) : أي بالعدل. (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦٩). ذكروا عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمّون لذلك ، فيقولون : لو استشفعنا إلى ربّنا عسى أن يريحنا من مكاننا هذا ، فينطلقون حتّى يأتوا آدم عليهالسلام ، فيقولون : أنت أبونا ، قد خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلّمك أسماء كلّ شيء ، فاشفع لنا عند ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : لست هناك ، ويذكر خطيئاته التي أصابها بدعواته ربّه بغير علم ، ولكن إيتوا إبراهيم ، خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم فيقول : لست هناك ، ويذكر خطيئته التي أصابها بثلاث كذبات : قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩] ، وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) [الأنبياء : ٦٣] ، وقوله لامرأته : إن سألوك فقولي : إنّي أخته ، ولكن إيتوا موسى ، عبدا كلّمه الله تكليما ، واصطفاه وأعطاه التوراة. فيأتون موسى فيقول : لست هناك ، فيذكر خطيئته التي قتل فيها الرجل ، ولكن إيتوا عيسى ، عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ، فيأتون عيسى فيقول : لست هناك ولكن إيتوا محمّداصلىاللهعليهوسلم ، عبدا غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر. فيأتوني ، فأقوم بين يدي ربّي ، وأقع ساجدا له. فيدعني ما شاء أن يدعني فيقول : ارفع رأسك ، فأحمد ربّي ثلاثا ، ثمّ أشفع للمؤمنين والمؤمنات ، فيحمدني أهل السماوات وأهل الأرض ، فذلك قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٧٩) [الإسراء : ٧٩]. فطوبى لمن كان له في شفاعة محمّدصلىاللهعليهوسلم يومئذ نصيب ، وويل لمن لم يكن له يومئذ في شفاعته حظ ولا نصيب. ذكروا عن عطاء بن يزيد قال : يجتمع الأنبياء بعضهم إلى بعض فيقولون : طال علينا الحشر ، فهلمّ فلندع ربّنا ليريحنا من مكاننا هذا ، فيأتون آدم عليهالسلام ، فيذكر من يأتون نبيّا نبيّا ، حتّى يأتوا عيسى بن مريم فيقول : ما أنا بصاحبها ، إنّ صاحبها لمحمّد ، فيأتونه فيقولون : أنت عبد الله ورسوله ، ختم بك النبيّين ، وغفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ، طال بنا الحشر ، فادع لنا ربّك ليريحنا من مكاننا هذا. فيقوم ، فيأتي باب الجنّة فيستفتح فيقال : من هذا؟ فيقول : محمّد ، فيفتح له ، فيخرّ ساجدا ما شاء الله ، فيقال له : ارفع رأسك ، قد قضيت حاجتك. فيقول : ربّ ، عبادك ، وأنت أعلم بهم ، فتوضع موازين القسط ، فيؤتى بالنبيّين والشهداء ، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).