ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّ الناس ليقومون لربّ العالمين حتّى إنّ أحدهم ليغيب في رشحه إلى أنصاف أذنيه (١). وقال بعضهم : بلغنا أنّهم يقومون مقدار ثلاثمائة سنة قبل أن يقضى بينهم.
ذكروا أنّ سلمان الفارسيّ قال : إنّ الشمس تدنو من الناس يوم القيامة حتّى تكون قاب قوسين ، وتعطى حرّ عشر سنين ، وما على أحد منهم يومئذ مخرجه (٢) ، أي : ما يستره ، وما يضرّ مؤمن ولا مؤمنة ، وأمّا الكافر فتطحنهم حتّى إنّ أجوافهم لتقول : عق (٣).
وذكر بعضهم قال : ويرشح أحدهم إلى الأرض سبع قيم (٤).
ذكروا عن أبي وائل أو ابن حسس (٥) عن حذيفة بن اليمان قال : المؤمنون جلوس على كراسي.
وذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما طول يوم القيامة على المؤمن إلّا كرجل دخل في صلاة مكتوبة فأتمّها وأحسنها وأجملها (٦).
قوله : (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) : أمّا المشركون فليس يعطون بأعمالهم الحسنة في
__________________
(١) أخرجه مسلم في كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب في صفة يوم القيامة ... عن ابن عمر (رقم ٢٨٦٢) وأخرجه الترمذيّ في كتاب الزهد ، باب ذكر البعث ، عن ابن عمر أيضا.
(٢) كذا وردت هذه الكلمة «مخرجه» في ع ، ولم أهتد لما بها من تصحيف ، وإن فسّرت بعد.
(٣) كذا وردت الكلمة «عق» في ع ، ولعلها «عيق» من أصوات الزجر ، والراجح أنّها «غاق» ، وهي حكاية صوت الغراب ، ويقال : غاق غاق ، أي : بعدا بعدا.
(٤) وردت العبارة في ع غير واضحة ، وخاصّة الكلمة الأخيرة ، فأثبتّها «قيم» جمع قامة.
(٥) كذا ورد هذا الاسم في ع : «ابن حسس» غير واضح ، ولم أجده.
(٦) لم أجده بهذا اللفظ. وقد جاء معناه في حديث مرفوع رواه الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٩ ص ٧٢ ، عن أبي سعيد الخدريّ لّما تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قوله تعالى من سورة المعارج : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) فقيل له : ما أطول هذا! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من الصلاة المكتوبة يصلّيها في الدنيا. وانظر الدر المنثور ، ج ٦ ص ٢٦٥. وأخرجه يحيى بن سلّام بالسند التالي : «يحيى عن خداش عن عوف الكوفي عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...» ، كما في ز ، ورقة ٣٨٨.