فيسبقها الفرح حتّى تقوم على أسكفة بابها تنتظره. فيجيء فيدخل بيتا أسفله على جندل اللؤلؤ وجندل الحصا وحيطانه من كلّ لون ، فينظر إلى سقفه ، فلو لا أنّ الله قدّر له ألّا يذهب بصره لذهب ؛ فإذا (سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) (١٦) [الغاشية : ١٣ ـ ١٦] فيقول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ..). [الأعراف : ٤٣] إلى آخر الآية.
وتفسير الحسن في قوله : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) : ويفاضل ما بينهم كمثل كوكب بالمشرق وكوكب بالمغرب. وقال بعضهم : يحبس أهل الجنّة حتّى يؤخذ بعضهم من بعض ضغائن كانت بينهم ، ثمّ يدخلون الجنّة.
وقال مجاهد : (طبتم) أي : طبتم بطاعة الله.
قوله : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) : أي : إنّ الله وعد المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار وأشباهها. (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) : يعني أرض الجنّة (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) : أي ننزل حيث نشاء (فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٧٤) : أي في الدنيا ، أي : إنعام أتاهم به الله إذ أثابهم بالجنّة.
ذكروا عن الحسن قال : إنّ أدنى أهل الجنّة منزلا آخرهم دخولا ، فيعطى فيقال له : انظر ما أعطاك الله. ويفسح له في بصره فينظر إلى مسيرة مائة سنة ليس فيه شبر إلّا وهو عامر بالقصور من الذهب والفضّة وخيام اللؤلؤ والياقوت ، فيها أزواجه وخدمه ، يغدى عليه كلّ يوم بسبعين صحفة من ذهب ، ويراح عليه بمثلها ؛ في كلّ واحدة لون ليس في الأخرى ، يأكل من آخرها كما يأكل من أوّلها ، لو نزل به الجنّ والإنس في غداء واحد لوسعهم ، ولا ينقص ذلك ممّا عنده.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ أسفل أهل الجنّة منزلة لمن يسعى عليه سبعون ألف غلام ، وإنّ أرفع أهل الجنّة درجة الذي يسعى عليه سبعمائة ألف غلام (١). وذكر في القصص نحو من حديث الحسن.
__________________
(١) أخرجه الترمذيّ في صفة أهل الجنّة ، باب ما لأدنى أهل الجنّة من الكرامة عن أبي سعيد الخدريّ ، وإسناده ضعيف.