إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ) (١٦) [الفجر : ١٥ ـ ١٦].
قال عزوجل : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) (٧) : أي على كفره يوم القيامة. وقال الحسن : يشهد على نفسه أنّه يلوم ربّه. (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ) : أي المال (لَشَدِيدٌ) (٨) [أي : لبخيل] (١).
(أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) (٩) : أي أخرج ما فيها من الأموات (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) (١٠) : أي ميّز ، وهو مثل قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) (٩) [الطارق : ٩] و (حُصِّلَ) أي : شقّ عمّا في الصدور (٢) (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (١١) : أي لعالم.
* * *
__________________
(١) زيادة من ز ، وهو أحد وجوه تأويل الآية ، ذهب إليه الحسن ، وقتادة ، وأبو عبيدة ، والكلبيّ ، والزجّاج ، وابن قتيبة. قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٣٠٧ : «وإنّه من أجل حبّ الخير لشديد ، لبخيل ، يقال للبخيل : شديد ومتشدّد ...». وقال الفرّاء : «نرى ـ والله أعلم ـ أنّ المعنى : وإنّه للخير لشديد الحبّ ، والخير : المال ...». انظر توضيح ما ذهب إليه الفرّاء وتعليله في معاني القرآن ، ج ٣ ص ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
(٢) وقال بعض المفسّرين : (وَحُصِّلَ) أي : جمع وأحصي» ، وهو الصواب إن شاء الله.