ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : ليس في المفصّل سجود. والمفصّل من سورة محمّد عليهالسلام إلى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ).
ذكروا عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّه كان يسجد في ص [وفي حم السجدة] (١) ولا يسجد في شيء من المفصّل.
ذكروا عن الحارث عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال : عزائم القرآن أربع : المّ السجدة ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ باسم ربّك.
قوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) : أي هامدة متهشّمة (٢). وتفسير الحسن : ميّتة ، وهو واحد. قال : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ) بالمطر (وَرَبَتْ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) فيها تقديم وتأخير. (وَرَبَتْ) : انتفخت للنبات ، و (اهْتَزَّتْ) : أي بنباتها إذا أنبتت (٣).
قال : (إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣٩) : وهذا مثل للبعث.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) : والإلحاد الشرك ، أي : يعبدون الأوثان من دون الله. وقال بعضهم : الإلحاد أن يصف الله بغير صفته.
وقال الكلبيّ : (يُلْحِدُونَ) يعني : يميلون إلى غير الحقّ. وهو أيضا الشرك.
وقال : (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) أي : نحن نعلم ما يعملون وما يلحدون وسنجزيهم بأعمالهم وإلحادهم.
قال : (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) : أي إنّ الذي يأتي آمنا خير. قال : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٤٠) : وهذا وعيد. كقوله في سورة الكهف : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) وهذا وعيد أيضا. وأخبر بما للمؤمنين وما للكافرين فقال : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ..). إلى آخر الآية. وقال :
__________________
(١) زيادة لا بدّ من إثباتها.
(٢) كذا في ق وع ، وفي ز ، ورقة ٣٠٨ : «غبراء متهشّمة».
(٣) وقال الفرّاء : (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) زاد ريعها ، أى : إنّها تنتفخ ، ثمّ تصدّع عن النبات».