قوله : (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) : أي لا يعلم أحد متى قيام الساعة إلّا هو.
قوله : (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها) : وهي تقرأ أيضا : (من ثمرة من أكمامها). تفسير الحسن قال : هذا في النخل خاصّة [حين يطل] (١). والأكمام كقوله : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) (١١) [الرحمن : ١١] والأكمام : الليف (٢). لا يعلم أحد كيف يخرجه الله. قال : (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) : كقوله : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) [الرعد : ٨] أي : ولا يعلم وقت قيام الساعة وما يخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ـ ولا تضع ـ إلّا هو [لا إله إلّا هو] (٣). قوله : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) : يعني المشركين (أَيْنَ شُرَكائِي) : الذين زعمتم أنّهم شركائي (قالُوا آذَنَّاكَ) : أي أعلمناك وأسمعناك (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤٧) : أي يشهد اليوم أنّ معك إلها.
قال الله عزوجل : (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) : أي في الدنيا ، أي : ضلّت عنهم أوثانهم التي كانوا يعبدون من قبل فلم تنفعهم ، كقوله : (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) أي الذين أشركتموهم بالله (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) [القصص : ٦٤](وَظَنُّوا) : [أي : علموا] (٤) (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٤٨) : أي من ملجأ من النار دون أن يدخلوها.
قوله : (لا يَسْأَمُ) : أي لا يملّ (الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) (٤٩). والخير عند المشرك الدنيا والصحّة فيها والرخاء. (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) أي : في ذهاب مال أو مرض لم تكن له حسبة (٥) ولم يرج ثوابا ويئس من كلّ خير ، أي : لا يرجو ثوابا في الآخرة ،
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٠٩.
(٢) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ١٩٨ : (مِنْ أَكْمامِها) أي : أوعيتها ، واحدها كمّة ، وهو ما كانت فيه ، وكمّ وكمّة واحد ، وجمعها أكمام وأكمّة». وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٢٠ : «قشر الكفرّاة كمّ». والكفرّاة ، بالضمّ وفتح الفاء وضمّها وتشديد الراء هي وعاء الطلع وقشره الأعلى». وأصل معنى الكمّ هو وعاء الثمرة مطلقا. وقال الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٥ ص ١ : «والأكمام جمع كمّة ، وهو كلّ ظرف لماء أو غيره ؛ والعرب تدعو قشر الكفرّاة كمّا». وانظر اللسان : (كمم) و (كفر).
(٣) زيادة من ز ورقة ٣٠٩.
(٤) زيادة من ز ، ورقة ٣٠٩.
(٥) في ع وق : «خشية» ، وأثبتّ ما جاء في ز : «حسبة» ، وهو أصحّ معنى. أي احتساب الأجر عند الله.