دليلته هذا الدليل لا ان يرمي بالبدعة وادخاله في الدين ما ليس من الدين ولنقرب المسألة بشكل آخر ، فنقول :
روى الكليني (١) والصدوق (٢) والبرقي (٣) عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال أمير المؤمنين : السنّة سنّتان : سنّة في فريضة ، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة ، وسنّة في غير فريضة ، الأخذ بها فضيلة ، وتركها إلى غير خطيئة .
وفي رواية المحاسن : وتركها إلى غيرها غير خطيئة .
وروت العامة هذا الخبر عن أبي هريرة ـ بتغيير في العبارة ـ قال : قال رسول الله : السنة سنتان : سنة في فريضة ، وسنّة في غير فريضة ، السنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله ، أخذها هدى وتركها ضلالة ، والسنة التي ليس اصلها في كتاب الله ، الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة (٤) .
وحكى السرخسي عن مكحول أنّه قال : السنة سنتان سنة أخذها هدى وتركها ضلالة ، وسنة أخذها حسن وتركها لا بأس به .
فالأول : نحو صلاة العيد ، والأذان والإقامة ، والصلاة بالجماعة ، ولهذا لو تركها قوم استوجبوا اللوم والعتاب ، ولو تركها أهل بلدة وأصروا على ذلك قوتلوا عليها ليأتوا بها .
والثاني : نحو ما نقل من طريقة رسول الله صلىاللهعليهوآله في قيامه وقعوده ولباسه وركوبه .
__________________
(١) الكافي ١ : ٧١ / ح ١٢ / باب الأخذ بالسنّة ، شرح اصول الكافي للمازندراني ٢ : ٣٥٤ .
(٢) الخصال : ٤٨ / ح ٥٤ ، مستدرك سفينة البحار ٥ : ١٨٢ .
(٣) المحاسن ١ : ٢٢٤ ، وفي تحف العقول : ٥٧ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله .
(٤) المعجم الاوسط ٤ : ٢١٥ / ح ٤٠١١ ، وعنه في مجمع الزوائد ١ : ١٧٢ .